الأخلاق والأعمال ولم يُحرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الكنوز والاستمتاع بها لأن المال الحاصل بالوجه الحلال من جملة نعم الله تعالى ولكنه حذّر من الانهماك في طلب الأموال الَّذي ربما يؤدي إلى طلبها من غير وجهها والى التحاسد فيما بين المسلمين فالممنوع هو الانهماك في حبها وطلبها من طرق محظورة لا الحصول عليها بطرق شرعية وبما أن الإكثار من المال ربما يؤدي إلى هذه المفاسد فالاقتصار على قدر الحاجة أولى والله أعلم. ونقل عياض في المدارك عن يحيى بن يحيى أنَّه قال: طلب الدنيا من وجهها من الزهد فيها وفي الحديث: "نعم مطية المؤمن هي عليها يبلغ الخبر وبها ينجو من الشر" اهـ أبي.
قوله:(خزائن الأرض) قال في نسيم الرياض: الخزائن جمع خزينة أو خزانة وهي ما يُدّخر فيه المال والأمور النفيسة لتحفظها والمراد ما في الأرض من الكنوز والأموال فإما أن يكون رأى في رؤيا نومه ملك الرؤيا وضع في يده مفاتيح حقيقة، وقال له هذه مفاتيح خزائن الأرض أرسلها الله إليك، ورؤيا الأنبياء وحي تقع بعينها تارة ويُعبّر بما يحكيها أخرى، وظاهر تعبيره أن أمته تملك الأرض ويجبى لهم أموالها إلخ.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٤/ ١٤٩]، والبخاري في مواضع كثيرة منها باب ما يُحذر من زهرة الدنيا والتنافى فيها [٦٤٢٦]، وأبو داود [٣٢٢٣]، والنسائي [٤/ ٦١].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه فقال:
٥٨٢٥ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا محمد بن المثنى حَدَّثَنَا وهب يعني ابن جرير) بن حازم بن زيد بن عبد الله الأزدي أبو العباس البصري، ثقة، من (٩) روى عنه في (٧) أبواب (حَدَّثَنَا أبي) جرير بن حازم أبو النضر البصري، ثقة، من (٦) روى عنه في (١٩) بابا (قال) جرير: (سمعت يحيى بن أيوب) الغافقي بمعجمة ثم فاء بعد الألف ثم قاف أبا العباس المصري، صدوق، من (١٧) روى عنه في (٧) أبواب، حالة كون يحيى (يحدّث عن بزبد بن أبي حببب) سويد الأزدي المصري عالمها، ثقة، من (٥)