روى عنه في (١١) بابا (عن مرثد) بن عبد الله اليزني المصري، ثقة، من (٣) روى عنه في (٩) أبواب (عن عقبة بن عامر) رضي الله تعالى عنه. وهذا السند من سباعياته، غرضه بيان متابعة يحيى بن أيوب لليث بن سعد (قال) عقبة بن عامر: (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد) وشهداءه أي دعا لهم دعاء الميت (ثم) رجع إلى المسجد و (صعد المنبر كالمودّع للأحياء والأموات) قال النووي: معناه خرج إلى قتلى أحد ودعا لهم دعاء موح ثم دخل المدينة فصعد المنبر فخطب الأحياء خطبة مودِّع اهـ كما قال النواس بن سمعان قلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودّع؟ وفيه معنى المعجزة اهـ.
قال الحافظ في الفتح [٧/ ٣٤٩] وتوديع الأحياء ظاهر لأن سياقه يُشعر بأن ذلك كان في آخر حياته صلى الله عليه وسلم، وأما توديع الأموات فيُحتمل أن يكون الصحابي أراد بذلك انقطاع زيارته الأموات بجسده لأنه بعد موته وإن كان حيًّا فهي حياة أخروية لا تشبه حياة الدنيا والله أعلم.
ويحتمل أن يكون المراد بتوديع الأموات ما أشار إليه في حديث عائشة من الاستغفار لأهل البقيع (فقال) معطوف على صعد المنبر (إني فرطكم) ومنتظركم (على الحوض و (إن عرضه) بفتح العين وسكون الراء أي وإن سعته، وأما العرض بضم العين وسكون الراء فهو أحد الأبعاض الثلاثة الطول والعرض والعمق في مساحة الشيء كما يذكره الفقهاء في باب القلتين من الماء نقلًا عن كتب المساحة فالطول هناك الامتداد المفروض أولًا والعُرض المفروض ثانيًا والعمق ثالثًا راجع كتبهم أي قدر سعته من كل الجهات (كما بين أيلة) أي مثل مسافة ما بين أيلة وما يليها (إلى الجحفة) أي لو كان في الدنيا يكون قدر ذلك قدره بذلك تقريبًا إلى أفهام المخاطبين كأنهم يعرفون مسافة ما بينهما. قال النووي:(وأيلة) مدينة معروفة في طرف الشام على ساحل البحر متوسطة بين مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ودمشق مصر بينها وبين المدينة نحو خمس عشرة مرحلة وبينها وبين دمشق نحو ثنتي عشرة مرحلة وبينها وبين مصر نحو ثمان مراحل، قال