(عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث عبيد الله) وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة موسى بن عقبة لعبيد الله بن عمر في الرواية عن نافع.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة رابعًا في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما فقال:
٥٨٣٦ - (٠٠)(٠٠)(وحدثني حرملة بن يحيى) التجيبي المصري (حَدَّثَنَا عبد الله بن وهب) بن مسلم المصري (حدثني عمر بن محمد) بن زيد بن عبد الله بن عمر العمري المدني، ثقة، من (٦) روى عنه في (١٠) أبواب (عن نافع عن عبد الله) بن عمر رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة عمر بن محمد لمن روى عن نافع (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أمامكم) في الآخرة (حوضًا) لي واسعًا بُعد مسافته (كـ) بُعد (ما بين جربا وأذرح فيه) أي في ذلك الحوض أي على جوانبه (أباريق) وكيزان كثرتها (كـ) كثرة (نجوم السماء من ورده) أي من ورد ذلك الحوض (فشرب منه لم يظمأ) أي لم يعطش (بعدها) أي بعد تلك الشربة (أبدًا) أي آخر ما عليه من الحياة ولفظ أبدًا كلمة موضوعة لاستغراق ما يستقبل من الزمان ضد قط ومثله عوض، قال القرطبي: له صلى الله عليه وسلم حوضان أحدهما في الموقف قبل الصراط، والثاني في الجنّة، وكلاهما يسمى كوثرًا، والكوثر في كلامهم الخير الكثير، ثم الصحيح أن الحوض قبل الميزان لأن الناس يخرجون عطاشًا من قبورهم فيُقدم الحوض قبل الميزان وكذا حياض الأنبياء في الموقف. (قلت) وفي الجامع "أن لكل نبي حوضًا وإنهم يتباهون أيهم أكثر وارده وإني أرجو أن أكون أكثرهم وارده" رواه الترمذي عن سمرة اهـ مرقاة، قوله:(من ورده فشرب منه) إلخ يعني أن الممنوع من شربه إنما هو من لم يرد عليه من الذين ذيدوا عنه، وأما من ورد فإنه يشرب منه قوله:(لم يظمأ) أي لم يعطش، وظاهر الحديث أن الأمة كلها تشرب منه إلَّا من ارتد ثم من يدخل منهم النار