- رضي الله عنه - لهذين الملكين في ذلك اليوم كرامة من الله تعالى خصه بها كما قد خص عمران بن حصين بتسليم الملائكة عليه، وأسيد بن حضير برؤية الملائكة الذين تنزلوا لقراءة القرآن، وقتال الملائكة للكفار يوم بدر ويوم أحد لم يخرج عن عادة القتال المعتاد بين الناس ولو أذن الله تعالى لملك من أولئك الملائكة بأن يصيح صيحة واحدة لهلكوا في لحظة واحدة أو لخسف بهم موضعهم أو أسقط عليهم قطعة من الجبل المطل عليهم لكن لو كان ذلك لصار الخبر عيانًا والإيمان بالغيب مشاهدة فيبطل سر التكليف فلا يتوجه لوم ولا تعنيف كما قد صرح الله تعالى بذلك قولًا وذكرًا إذ قال:{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيرًا}[الأنعام: ١٥٨] اهـ من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [١/ ١٧١] , والبخاري في المغازي [٤٠٤٥] وفي اللباس باب لبس الثياب البيض [٥٨٢٦].
ثم ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- المتابعة في حديث سعد - رضي الله عنه - فقال:
٥٨٥٣ - (٠٠)(٠٠) وحدثني إسحاق بن منصور) بن بهرام الكوسج التميمي النيسابوري، ثقة، من (١١) روى عنه في (١٧) بابا (أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث) بن سعيد العنبري البصري، صدوق، من (٩) روى عنه في (١٦) بابا (حدثنا إبراهيم بن سعد) بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ المدني، ثقة، من (٨) روى عنه في (١٤) بابا (حدثنا) والدي (سعد) بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ المدني، ثقة، من (٥) روى عنه في (١٣) بابا (عن أبيه) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ المدني، ثقة، من (٣) روى عنه في (٣) أبواب (عن سعد بن أبي وقاص) - رضي الله عنه -. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة إبراهيم بن سعد لمسعر بن كدام (قال) سعد: والله (لقد رأيت يوم أحد عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن يساره رجلين عليهما ثياب بيض) بالرفع صفة لثياب