للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُقَاتِلانِ عَنْهُ كَأَشَدِّ الْقِتَالِ. مَا رَأَيتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ.

٥٨٥٤ - (٢٢٨٣) - (٣٨) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ وَسعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ وَأَبُو كَامِلٍ -وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى-، (قَال يَحْيَى: أَخْبَرَنَا. وَقَال الآخَرُونَ: حَدَّثَنَا) حَمادُ بْنُ زَيدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنسِ بْنِ مَالِكٍ. قَال: كَانَ رَسُولُ الله -صَلى الله عَلَيهِ وَسلمَ- أَحْسَنَ النَّاسِ. وَكَانَ أجْودَ النَّاسِ. وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ

ــ

جمع أبيض (يقاتلان) أي يدافعان الكفار (عنه) - صلى الله عليه وسلم - قتالًا (كأشد القتال) والكاف صفة لمصدر محذوف كما قدرناه (ما رأيتهما) أي ما رأيت الرجلين (قبل) أي قبل ذلك اليوم (ولا بعده).

ثم استدل المؤلف على الجزء الثاني من الترجمة وهو شجاعته - صلى الله عليه وسلم - وتقدمه للحرب بحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - فقال:

٥٨٥٤ - (٢٢٨٣) (٣٨) (حدثنا يحيى بن يحيى) بن بكير (التميمي) النيسابوري، ثقة، من (١٠) روى عنه في (١٩) بابا (وسعيد بن منصور) بن شعبة أبو عثمان الخراساني نزيل مكة، ثقة، من (١٠) روى عنه في (١٥) بابا (وأبو الربيع العتكي) الزهراني سليمان بن داود البصري (وأبو كامل) الجحدري فضيل بن حسين البصري (واللفظ ليحيى قال يحيى: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا حماد بن زيد) بن درهم الأزدي البصري، ثقة، من (٨) روى عنه في (١٤) بابا (عن ثابت) بن أسلم البناني البصري (عن أنس بن مالك) - رضي الله عنه -. وهذا السند من رباعياته (قال) أنس: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس) خُلقًا وخَلقًا (وكان أجود الناس) أي أكثرهم جودًا وسخاءً وهذا هو المعلولم من خُلقه - صلى الله عليه وسلم - فإنه ما سُئل قط شيئًا فمنعه إذا كان مما يصح بذله وإعطاؤه (وكان أشجع الناس) أي أشدهم إقدامًا على العدو.

قال الحافظ في الفتح [١٠/ ٤٥٧] اقتصار أنس على هذه الأوصاف الثلاثة من جوامع الكلم لأنها أمهات الأخلاق فإن في كل إنسان ثلاث قوى إحداها: الغضبية وكمالها الشجاعة، وثانيها: الشهوانية وكمالها الجود، وثالثها: العقلية وكمالها النطق بالحكمة، وقد أشار أنس إلى ذلك بقوله: أَحْسنَ الناسِ لأن الحسن يشمل الفعل

<<  <  ج: ص:  >  >>