للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: وَكَانَ فَرَسًا يُبَطَّأُ

ــ

في الفرس السريع خاصة (قال) أنس: وكان ذلك الفرس أولًا (فرسًا يبطأ) أي يعد بطيئًا أي يُعرف بالبطء والعجز في السير، قال العيني في العمدة [٦/ ٣١٢] والبحر هو الفرس الواسع الجري، وزعم نفطويه أن البحر من أسماء الخيل وهو الكثير الجري لا يفنى جريه كما لا يفنى جري ماء البحر اهـ.

قوله: (قال) أنس: (وكان) ذلك قبل ذلك اليوم (فرسًا يبطأ) على صيغة المجهول من التبطئة على وزن التزكية أي يُعرف بالبطاءة والعجز وسوء السير فوجده - صلى الله عليه وسلم - جميل السير والمشي فقال: "وجدناه بحرًا" أي واسع الجري كالبحر، وهذا من جملة معجزاته - صلى الله عليه وسلم - من انقلاب الفرس إلى كونه سريع السير بعد أن كان بطيئه والله أعلم اهـ دهني.

وعبارة القرطبي هنا قوله: (وكان فرسًا يبطأ) أي يُنسب البطء إليه ويعرف به فلما ركبه - صلى الله عليه وسلم - أدركته بركته فسابق الجياد وصار نعم العتاد (يقال: فرس عتيد شديد تام الخلق سريع الوثبة معد للجري) والرواية المشهورة يبطأ بالمثناة تحت والموحدة من البطء ضد السرعة، وعند الطبري ثبطًا بالمثلثة أي ثقيلًا وهو بمعنى الأول، والفرس العربي الذي لا سرج عليه يقال: فرس عرى وخيل أعراء ويقال: رجل عريان ورجال عرايا.

وفي هذا الحديث ما يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قد جُمع له من جودة ركوب الخيل والشجاعة والشهامة والانتهاض الغائي في الحروب والفروسية وأهوالها ما لم يكن عند أحد من الناس ولذلك قال أصحابه عنه إنه كان أشجع الناس وأجرأ الناس في حال البأس ولذلك قالوا إن الشجاع منهم كان الذي يلوذ بجنابه إذا التحمت الحروب وناهيك به فإنه ما ولى قط منهزمًا ولا تحدث أحد عنه قط بفرار اهـ من المفهم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٣/ ١٧١] , والبخاري في أبواب كثيرة منها في الهبة باب من استعار فرسًا من الناس [٢٦٢٧] , وأبو داود في الأدب باب في صلاة العتمة [٤٩٨٨] , والترمذي في الجهاد باب ما جاء في الخروج عند الفزع [١٦٨٥ و ١٦٨٧] وابن ماجه في الجهاد باب الخروج في التفسير [٢٧٩٧].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>