أي لأشد الناس حبًّا عندي، قال علي القاري في شرح الشفاء: وذلك لعلمه - صلى الله عليه وسلم - أن دواءه من دار الكفر ذلك المنتج إسلامه إذ الطبيب الماهر يعالج بما يناسب الداء، وقد رأى أن داء المؤلفة حب المال والأنعام فداواهم بأكرم الأنعام حتى عوفوا من نقمة الكفر بنعمة الإِسلام اهـ وهذا الإعطاء وأمثاله أوضح دليل على عظيم سخائه - صلى الله عليه وسلم - وغزارة جوده اهـ، وفي قوله:(فما برح يعطيني) إلخ إعطاء الكفار من الغنائم لتأليف قلوبهم على الإِسلام وهو إنما يجوز إذا دعت إليه حاجة المسلمين والمراد من المؤلفة قلوبهم في آية الصدقة قوم حديثو عهد بالإِسلام يُعطون لتقويتهم على الإِسلام أو ليرغب نظراؤهم في الإِسلام ولم يثبت في شيء من الروايات أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى الكفار من الزكاة لتأليف قلوبهم هذا ما عليه المحققون اهـ تكملة. قال القاضي عياض: وفي قوله: (فما برح يعطيني) الاستئلاف للدين والخير والأخذ بالتي هي أحسن وكان الإعطاء للمؤلفة قلوبهم أولًا مشروعًا وأنه أحد الأصناف في مصرف الصدقة واختلف هل هو بأن إلى الآن إذا احتيج إليه أم لا؟ اهـ الأبي.
ثم استشهد المؤلف -رحمه الله تعالى- لحديث جابر الأول بحديث آخر له - رضي الله عنه- فقال:
٥٨٧٠ - (٢٢٩٠)(٤٥)(حدثنا عمرو) بن محمَّد بن بكير (الناقد) البغدادي (حدثنا سفيان بن عيينة عن) محمَّد (بن المنكدر) بن عبد الله بن الهدير مصغرًا القرشي التيمي أبي عبد الله المدني، ثقة، من (٣) روى عنه في (١١) بابا (أنه سمع جابر بن عبد الله) الأنصاري المدني - رضي الله تعالى عنهما -. وهذا السند من رباعياته (ح وحدثنا إسحاق) بن إبراهيم الحنظلي المروزي (أخبرنا سفيان) بن عيينة (عن) محمَّد (بن المنكدر عن جابر) بن عبد الله. وهذا السند من رباعياته أيضًا، وقوله:(وعن عمرو) بن دينار الجمحي المكي معطوف على قوله عن ابن المنكدر، وتقدير الكلام حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن سفيان عن عمرو بن دينار (عن محمَّد) الباقر (بن علي) زين العابدين بن