الله عليه وسلم وأدخل يده المباركة فيه، وفيه حسن خلقه صلى الله عليه وسلم ومشاركته الجميع وإجابته دعوة الصغير والكبير كما قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)} قال النووي: في هذه الأحاديث بيان بروزه صلى الله عليه وسلم للناس وقربه منهم ليصل أهل الحقوق إلى حقوقهم ويرشد مسترشدهم ليشاهدوا أفعاله وحركاته فيقتدى بها وهكذا ينبغي لولاة الأمور.
وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن أصحاب الأمهات لكن شاركه أحمد في مسنده [٣/ ١٣٧].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس بحديث آخر له رضي الله عنه فقال:
٥٨٩٠ - (٢٣٠١)(٥٦)(حدثنا محمد بن رافع) القشيري النيسابوري، ثقة، من (١١) روى عنه في (١١) بابا (حدثنا أبو النضر) هاشم بن القاسم (حدثنا سليمان) بن المغيرة (عن ثابت) بن أسلم (عن أنس) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أنس: والله (لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق) أي والحال أن صاحب الحلق فهو صيغة نسب كتمار وبقال وبزاز (يحلقه) أي يحلق شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم (و) قد (أطاف) وأحاط (به) أي بالحلاق أو بالنبي صلى الله عليه وسلم (أصحابه) رضي الله عنهم لأخذ شعره تبركًا به (فما يريدون) أي فيما يُحبون (أن تقع) وتسقط (شعرة) من شعره صلى الله عليه وسلم من رأسه (إلا في يد رجل) منهم أي إلا وقوعها في يد رجل منهم لا على الأرض. وفي الحديث دليل ظاهر على التبرك بشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قسم شعراته بين أصحابه وما ذلك إلا لأجل التبرك به، وفي الحديث دليل على طهارة شعر الإنسان، وهذا الحديث انفرد به المؤلف عن أصحاب الأمهات لكن أخرجه أحمد في مسنده [٣/ ١٣٧].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أنس بحديث آخر له رضي الله عنه فقال: