للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَدْ شَمِطَ مُقَدَّمُ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ. وَكَانَ إِذَا ادَّهَنَ لَمْ يَتَبَيَّنْ، وَإِذَا شَعِثَ رَأْسُهُ تَبَيَّنَ، وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ. فَقَال رَجُلٌ: وَجْهُهُ مِثْلُ السَّيفِ؟

ــ

العبسي الكوفي، ثقة، من (٩) روى عنه في (٧) أبواب (عن إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الكوفي، ثقة، من (٧) روى عنه في (٨) أبواب (عن سماك) بن حرب الهذلي الكوفي (أنه) أي أن سماكًا (سمع جابر بن سمرة) رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة إسرائيل لشعبة حالة كون جابر (يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط) بكسر الميم من باب سمع أي قد ابيض (مقدم رأسه و) مقدم (لحيته) بالشيب وبدأ فيهما الشيب يعني خالط الشيب ذينك الموضعين و (مقدم رأسه) يعني به الصدغين كما قال أنس: (إنما كان البياض في عنفقته وصدغيه) و (مقدم اللحية) يعني العنفقة كما قال أبو جحيفة: رأيت هذه منه بيضاء يعني عنفقته وهذا يدل على أن قول أنس في الرواية الأخرى إنه كان في لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه عشرون شعرة بيضاء إنما كان ذلك منه تقديرًا وتخمينًا على جهة التقريب والتقليل لا التحقيق اهـ من المفهم، وقال في القاموس: الشمط بفتحتين اختلاط بياض الشعر بسواده يقال: شمط الرجل شمطًا من الباب الرابع إذا خالط البياض سواد رأسه (وكان) الشأن (إذا ادهن) من باب افتعل الخماسي أصله ادتهن قلبت تاء الافتعال دالًا فأدغمت الدال في الدال فصار ادهن بتشديد الدال أي إذا مسح رأسه ولحيته بالدهن (لم يتبين) أي لم يظهر الشيب لقلته (وإذا شعث) من باب تعب أي انتفش ويبس (رأسه) لعدم تعهده بالدهن والطيب (تبين) وظهر شيبه يعني أنه كان إذا تطيب بطيب يكون فيه دهن فيه صفرة خفي شيبه وهذه هي الصفرة التي رأى عليه ابن عمر وأبو رمثة والله أعلم، وشعث الرأس انتفاش شعره واختلاطه لعدم تسريحه وتعهده وأراد به هنا إذا لم يتطيب اهـ من المفهم (وكان) صلى الله عليه وسلم (كثير شعر اللحية) لا يُفهم من هذا أنه كان طويلها فإنه قد صح أنه كان كث اللحية أي كثير شعرها غير طويلة وكان يخلل لحيته اهـ من المفهم (فقال) لجابر: (رجل) من الحاضرين عنده ولم أر من ذكر اسم هذا الرجل من الشراح (وجهه) صلى الله عليه وسلم (مثل السيف) في الطول واللمعان وهذا سؤال سُئل بمثله البراء بن عازب فيما أخرجه البخاري في المناقب، ولعل منشأ السؤال ما عُرف من

<<  <  ج: ص:  >  >>