للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَحْسِبُ مِثْلَكَ مِنْ قَوْمِهِ يَخْفَى عَلَيهِ ذَاكَ. قَال: قُلْتُ: إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ النَّاسَ فَاخْتَلَفُوا عَلَيَّ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمْ قَوْلَكَ فِيهِ. قَال: أَتَحْسُبُ؟ قَال: قُلْتُ: نَعَمْ. قَال: أَمْسِكْ أَرْبَعِينَ بُعِثَ لَهَا خَمْسَ عَشْرَةَ بِمَكَّةَ، يَأْمَنُ وَيَخَافُ، وَعَشْرَ مِنْ مُهَاجَرِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ

ــ

(أحسب) وأظن بكسر السين من باب ضرب من الحسبان بمعنى (مثلك من قومه) صلى الله عليه وسلم يعني من بني هاشم ومواليهم (يخفى عليه ذاك) أي ما مضى من سنه صلى الله عليه وسلم يوم مات (قال) عمار: (قلت) لابن عباس: (إني قد سألت الناس) عما مضى من سنه يوم مات (فاختلفوا) أي فاختلف الناس في رد جواب سؤال (عليّ فأحببت أن أعلم قولك) وجوابك (فيه) أي في سنه صلى الله عليه وسلم يوم مات (قال) ابن عباس لعمار: (أتحسب) بضم السين من باب نصر لأنه من الحساب أي هل تعرف الأعداد والحساب (قال) عمار: (قلت) له: (نعم) أعرف الحساب قال لي ابن عباس: (أمسك) في يدك (أربعين) سنة (بُعث لها) أي بُعث وأُرسل عندها أي عند تمامها، وفي المشكاة: بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة اهـ قال شارحه: أي وقت إتمام هذه المدة، قال الطيبي: اللام فيه بمعنى الوقت كما في قوله تعالى: {قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} وأمسك (خمس عشرة) سنة مدة إقامته بمكة بعد البعثة وقبل الهجرة حالة كونه (يأمن) على نفسه تارة في تلك المدة إن سكت عن الدعوة إلى الله تعالى (ويخاف) على نفسه تارة أخرى إن دعا إلى الله تعالى يعني مكث في مكة بعد البعثة خمس عشرة سنة آمنًا وخائفًا فتلك مع الأربعين خمس وخمسون (و) أمسك (عشرًا) محسوبة (من مهاجره) أي من وقت هجرته (إلى المدينة) إلى وفاته فتلك العشرة مع الحاصل السابق تكون خمسًا وستين سنة فيكون عمره خمسًا وستين وهذا على إكمال سنة الولادة وسنة الوفاة وحسابهما.

قوله: (خمس عشرة يأمن ويخاف) يعني أنه كان في تلك المدة غير مستقل لإظهار أمره فكان إذا أخفى أمره تركوه ولم يتعرضوا له وأمن على نفسه، وإذا أعلن أمره وأفشاه بأن يدعوهم إلى الله تعالى ويفتح عليهم ما أُرسل به تكالبوا عليه وهموا بقتله فيخاف على نفسه إلى أن أخبره الله تعالى بعصمته منهم فلم يكن يبال بهم اهـ من المفهم.

وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>