رواه مسلم [١٢] اهـ من المفهم (فخطب) رسول الله صلى الله عليه وسلم أي وعظ الناس، زاد الجارودي في روايته عند البخاري في التفسير (خطبة ما سمعت مثلها قط)(فقال) في خطبته: (عُرضت عليّ الجنة والنار) وفي رواية هلال بن علي عن أنس عند البخاري في الأذان: صلى لنا النبي صلى الله عليه وسلم ثم رقى المنبر فأشار بيديه قبل قبلة المسجد ثم قال: "لقد رأيت الآن منذ صليت لكم الصلاة الجنة والنار ممثلتين في قبلة هذا الجدار"(فلم أر كاليوم في الخير والشر) قال النووي: معناه لم أر خيرًا أكثر مما رأيته اليوم في الجنة ولا شرًا أكثر مما رأيته اليوم في النار اهـ (ولو تعلمون ما أعلم) من الشر والعذاب (لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا) قال الأبي: فإن قيل قد علم صلى الله عليه وسلم ذلك فلم يبك كثيرًا، قيل: البكاء إنما هو للخوف وهو صلى الله عليه وسلم آمن (قلت): ويضاف إلى ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان أضبط الناس لنفسه وإلا فكانت شفقته على أمته كانت أكثر من خوف الرجل على نفسه اهـ (قال) أنس: (فما أتى) ومر (على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد) حزنًا وخوفًا وبكاء فيه (منه) أي من ذلك اليوم لما عرفوا فيه من شدة عذاب النار أو لما شعروا من النبي صلى الله عليه وسلم الكراهية لكثرة السؤال وسخطه على ذلك أو لما ذكر من الفتن العظيمة التي ستقع قبل قيام الساعة أو لمجموع هذه الأمور (قال) أنس وإنما قلت ذلك لأنهم (غطوا) أي ستروا (رؤوسهم ولهم) أي والحال أن لهم (خنين) بالخاء المعجمة صوت البكاء وهو نوع من البكاء قالوا: أصل الخنين بالخاء المعجمة خروج الصوت من الأنف كالحنين بالحاء المهملة من الفم كذا في الشارح، وقال أبو زيد: الخنين مثل الحنين وهو شديد البكاء مع ترديد الصوت والنفس في الحلق بلا رفع الصوت (قال) أنس: (فقام عمر) بن الخطاب رضي الله عنه (فقال): وفي رواية زيادة (فبرك عمر على ركبتيه) فقال: (رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا) فسكت، قال ابن بطال: فهم عمر منه أن تلك الأسئلة قد كانت على سبيل التعنت أو الشك فخشي أن تنزل العقوبة بذلك فقال: رضينا