عقوقا للوالدين منك (أأمنت) أي هل تأمن (أن تكون أمك قد قارفت) أي قد ارتكبت وفعلت (بعض ما تقارف) وتفعل (نساء أهل الجاهلية) من الفاحشة والزنا، هم من قبل النبوة سموا بذلك لكثرة جهالتهم وتسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبيك (فتفضحها) أي فتفضح أمك (على أعين الناس) وأشرافهم إذا أخبر الرسول بأبيك حقيقة والمعنى لو كنت من زنى فنفاك عن أبيك حذافة فضحتني (قال عبد الله بن حذافة: والله لو ألحقني) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بعبد أسود للحقته) أي للحقت ذلك العبد وقبلت إلحاق الرسول إياي به استسلاما لحكم الرسول في الإلحاق قد يقال: هذا الإلحاق لا يتصور لأن الزنا لا يثبت به النسب ويجاب عنه بأنه يحتمل وجهين أحدهما: أن ابن حذافة ما كان بلغه هذا الحكم إذ ذاك فكان يظن أن ولد الزنا يلحق الزاني، والثاني: أنه يتصور الإلحاق بعد وطئها بشبهة فيثبت النسب منه اهـ نووي، وقد يقال إن ابن حذافة إنما أراد بيان استسلامه الكامل لقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر إلحاقه بعبد أسود على سبيل الفرض والتقدير وحينئذٍ لا يلزم منه عدم معرفته بمسائل الفراش ومقصوده أي إنما فعلت ذلك بنية الخضوع الكامل لما يقضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو ظهر شيء مكروه لقبلته لأنه صلى الله عليه وسلم ما كان ليقضي إلا بوحي من الله تعالى ولإثبات الحق وإن السعي لإثبات الحق ليس فيه عقوق وإن كان فيه بعض الفضيحة والله أعلم اهـ من التكملة.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
٥٩٦٩ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا عبد بن حميد) الكسي (أخبرنا عبد الرزاق) بن همام الصنعاني (أخبرنا معمر) بن راشد البصري (ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن) بن الفضل (الدارمي) السمرقندي (أخبرنا أبو اليمان) الحكم بن نافع القضاعي الحمصي (أخبرنا شعيب) بن أبي حمزة الأموي مولاهم اسم أبيه دينار أبو بشر الحمصي، ثقة، من