رَسُولُ الله صلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ حِينَ قَال عُمَرُ ذَلِكَ. ثُم قَال رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ:"أَوْلَى، وَالذِي نَفسُ مُحَمَدِ بِيَدِهِ، لَقَدْ عُرِضَت عَلَى الْجنَّةُ وَالنارُ آنِفًا، فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الخيرِ وَالشر".
قَال ابْنُ شِهَاب: أَخبَرَنِي عُبَيدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ قَال: قَالتْ أُمُ عَبْدِ الله بْنِ حُذَافَةَ لِعَبْدِ الله بْنِ حُذَافَةَ: مَا سَمِعْتُ بابْنٍ قَط أَعَق مِنْكَ؟
ــ
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك) الكلام، وإنما قال ذلك أدبًا وإكرامًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشفقة على المسلمين لئلا يؤذوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهلكوا، ومعنى كلامه رضينا بما عندنا من كتاب الله وسنة رسوله واكتفينا به عن السؤال اهـ سنوسي، وهذا يدل على أن قوله: سلوني كان غضبا (ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولى) أي قرب منكم ما تكرهونه من الهلاك فاحذروه، قال النووي: لفظة أولى كلمة تهديد ووعيد، وقيل: كلمة تلهف فعلى هذا يستعملها من نجا من أمر عظيم، والصحيح المشهور أنها للتهديد ومعناها قرب منكم ما تكرهونه ومنه قوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٤)} أي قاربك ما تكره فاحذره مأخوذ من الولي وهو القرب فهي اسم فعل ماض بمعنى قرب الهلاك بك وإن أردت البسط في هذا المقام فراجع تفسيرنا حدائق الروح في سورة القيامة إعرابًا ومعنى واشتقاق (والذي نفس محمد بيده) المقدسة القد عُرضت) وأظهرت وقرّبت (علي الجنة والنار آنفًا) قريبًا أي في زمن قريب والمشهور فيه المد ويقال بالقصر وقرئ بهما في السبع الأكثرون بالمد اهـ نووي (في عُرض هذا الحائط) بضم العين أي في جانب هذا الجدار يعني جدار المسجد القبلي، وقيل في وسطه والظاهر أن المراد جهة الجدار وإلا فالجدار لا يسع الجنة والنار ويقاربه ما سيأتي من قوله صررت لي الجنة والنار (فلم أر كاليوم) أي فلم أر رؤية مثل رؤية اليوم (في الخير والشر) قد سبق ما فيه (قال ابن شهاب) بالسند السابق (أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة) بن مسعود الهذلي أبو عبد الله المدني، الأعمى الفقيه، أحد الفقهاء السبعة في المدينة، ثقة، من (٣) روى عنه في (٩) أبواب (قال) عبيد الله: (قالت أم عبد الله بن حذافة لعبد الله بن حذافة): ولم أر أحدًا من الشراح ولا غيرهم ذكر اسم عبد الله بن حذافة (ما سمعت بابن قط) أي فيما مضى من الزمان (أعق منك) أي أشد