للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ: "مَا أَظُن يُغْنِي ذَلِكَ شَيئًا قَال: فَأُخبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوُه، فَأُخْبِرَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ بِذَلِكَ فَقَال: "إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْنَعُوهُ، فَإِني إِنمَا ظَنَنتُ ظَنا، فَلَا تُؤَاخِذُوني بِالظن،

ــ

تعالى ويثمر، يقال: لقح الفحل الناقة والريح السحاب ورياح لواقح ولا يقال: ملاقح وهو من النوادر، وقد قيل فيه الأصل ملقحة ولكنها لا تلقح إلا وهي في نفسها لاقح، ويقال: لقحت الناقة بالكسر لقحًا ولقاحًا بالفتح فهي لاقح، واللقاح أيضًا بالفتح ما تلقح به النخل (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظن يغني) وينفع (ذلك) التلقيح (شيئًا) من الإثمار فإن المثمر هو الله تعالى إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك على سبيل الظن لأنه لم يمارس الفلاحة والزراعة ولم يكن عنده علم باستمرار هذه العادة لأنه لم يكن ممن عانى الزراعة والفلاحة ولا باشر شيئًا من ذلك فخفيت عليه تلك الحالة وتمسك بالقاعدة الكلية المعلومة التي هي أنه ليس في الوجود ولا في الإمكان فاعل ولا خالق ولا مؤثر إلا الله تعالى فإذا نُسب شيء إلى غيره تعالى نسبة التأثير فتلك النسبة مجازية عرضية لا حقيقية فصدق قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أظن ذلك يعني شيئًا الآن الذي يعني في الأشياء عن الأشياء بالحقيقة هو الله تعالى غير أن الله تعالى قد أجرى عادته بأن ستر تأثير قدرته في بعض الأشياء باسباب معتادة فجعلها مقارنة لها ومغطاة بها ليؤمن من سبقت له السعادة بالغيب وليضل من سبقت له الشقاوة بالجهل والريب {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال: ٤٢] (قال) طلحة بن عبيد الله (فأخبروا) بصيغة المبني للمجهول المسند إلى ضمير الجمع أي فأخبر أولئك الملقحون للنخل (بذلك) أي بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: (ما يُغني ذلك شيئًا) (فتركوه) أي فترك الملقحون التلقيح تمسكا بقول النبي صلى الله عليه وسلم (فأخبر) بالبناء للمجهول أي فأخبر (رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك) أي بتركهم التلقيح بسبب قوله: (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن عنده قولوا لهم: لا تتركوا التلقيح بسبب قولي (إن كان ينفعهم ذلك) التلقيح شيئًا في الإثمار (فليصنعوه) أي فليفعلوا ذلك التلقيح (فإني انما ظننت) ذلك أي عدم نفع التلقيح في الإثمار (ظنًّا) وقلت ذلك بالرأي والظن لا بالوحي من الله تعالى (فلا تؤاخذوني) أي لا تلوموني (بالظن) والرأي، قال النووي: قال العلماء ورأيه صلى الله عليه وسلم في أمور المعايش وظنه كغيره فلا يمتنع وقوع مثل هذا ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>