للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَكِنْ إِذَا حَدثْتُكُمْ عَنِ اللهِ شَيئًا، فخُذُوا بِهِ، فَإِني لَنْ أكذِبَ عَلَى اللهِ عَز وجَل".

٥٩٧٤ - (٢٣٤٠) (٩٥) حدَّثنا عَبْدُ الله بْنُ الرومي اليَمَامي وَعَباسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ العَنْبَرِي

ــ

نقص في ذلك وسببه تعلق همه بالآخرة ومعارفها اهـ، قال القرطبي: (قوله إنما ظننت ظنًّا فلا تؤاخذوني بالظن) وقوله: في الأخرى (إنما أنا بشر) هذا كله منه صلى الله عليه وسلم اعتذار لمن ضعف عقله مخافة أن يزله الشيطان فيكذب النبي صلى الله عليه وسلم فيكفر وإلا فما وقع منه شيء يحتاج فيه إلى عذر غاية ما جرى مصلحة دنيوية خاصة بقوم مخصوصين لم يعرفها من لم يباشرها ولا كان من أهلها المباشرين لعلمها وأوضح ما في هذه الألفاظ المعتذر بها في هذه القصة (أنتم أعلم بأمر دنياكم) وكأنه قال: (وأنا أعلم بامر دينكم) (ولكن إذا حدثنكم عن الله شيئًا) من الوحي (فخذوا به) أي بالذي حدثتكم عن الله تعالى وهذا أمر جزم بوجوب الأخذ عنه في كل أحواله من الغضب والرضا والمرض والصحة، وإنما أمرتكم بالأخذ به (فإني) أي لأني (لن كدب) بكسر الذال من باب ضرب أي لن أقول (على الله عزَّ وجلَّ) بالكذب ولن أنسب إليه ما لم يقله ولم يأمرني به أي لا يقع منه فيما يبلغه عن الله تعالى كذب ولا غلط لا سهوًا ولا عمدًا، وقد قلنا: إن صدقه في ذلك هو مدلول المعجزة وأما الكذب العمد المحض فلم يقع منه قط في خبر من الأخبار ولا جُرِّب عليه شيء من ذلك منذ أنثاه الله تعالى وإلى أن توفاه الله تعالى وقد كان في صغره معروفًا بالصدق والأمانة ومجانبة أهل الكذب والخيانة حتى إنه كان يسمى بالصادق الأمين يشهد له بذلك كل من عرفه وإن كان من أعدائه وممن خالفه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث ابن ماجه في الأحكام باب تلقيح النخل [٢٤٩٥].

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث طلحة بن عبيد الله بحديث رافع بن خديج رضي الله عنه فقال:

٥٩٧٤ - (٢٣٤٠) (٩٥) (حدثنا عبد الله) بن محمد المعروف بـ (ابن الرومي) أبو محمد (اليمامي) نزيل بغداد، صدوق، من (١٠) روى عنه في (٣) أبواب (وعباس بن عبد العظيم) بن إسماعيل بن توبة (العنبري) أبو الفضل البصري، ثقة، من (١١) روى

<<  <  ج: ص:  >  >>