للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَانَتْ أَحْسَنَ الناسِ. فَقَال لَهَا: إِن هَذا الجبارَ، إِن يَعلَم أَنكِ امرَأَتِي، يَغلِبْنِي عَلَيكِ. فَإِنْ سَأَلَكِ فَأخْبِرِيهِ أَنكِ أُخْتِي. فَإِنكِ أُخْتِي فِي الإِسْلام. فَإِني لَا أَعلَمُ فِي الأرضِ مُسْلِمًا غَيرِي وَغَيرَكِ. فَلَما دَخَلَ أَرْضَهُ رَآهَا بَعْضُ أَهْلِ الجبارِ. أَتَاهُ فَقَال لَهُ:

ــ

واستبعد، وقيل: هي بنت عمه وتوافق الاسمان، وقد قيل في اسم أبيها توابل (وكانت) سارة (أحسن الناس) وأجمل النساء (فقال) إبراهيم (لها) أي لسارة: (إن هذا) الملك (الجبار) الذي نزلنا أرضه (إن يعلم) ذلك الجبار (أنك امرأتي) وزوجتي (يغلبني عليك) أي على صحتك ويأخذك مني قيل إن ذلك الجبار كانت سيرته أنه لا يغلب الأخ على أخته ولا يظلمه فيها وكان يغلب الزوج على زوجته وعلى هذا يدل مساق الحديث وإلا فما الذي فرق بينهما في حق جبار ظالم اهـ من المفهم، وذكر المنذري في حاشية السنن عن بعض أهل الكتاب أنه كان من رأى الجبار المذكور أن من كانت متزوجة لا يقربها حتى يقتل زوجها فلذلك قال إبراهيم: "هي أختي" لأنه إن كان عادلًا خطبها ثم يرجو مدافعته عنها وإن كان ظالمًا خلص من القتل ذكره الحافظ في الفتح، وقال: هذا أخذ من كلام ابن الجوزي في مشكل الصحيحين فإنه نقله عن بعض علماء أهل الكتاب أنه سأله عن ذلك فأجابت به ويضاف إلى ذلك أن إبراهيم - عليه السلام - إنما احتال لصيانة نفسه عن القتل لأنه كان يرجو إن بقي حيًّا وأراد الجبار بامرأته سوءًا فإنه يدعو الله تعالى ليصرف عنها ذلك السوء فتجتمع بذلك المصلحتان صيانة نفسه عن القتل وصيانة عرضة وعرض امرأته عن سوء نية الجبار فوقع الأمر حسب ما رجا به (فإن سألك) عما بيني وبينك من العلقة (فأخبريه أنك أختي) قال النووي: هذا ليس بكذب لوجهين الأول بأنه ورى بأنها أخته في الإسلام كما ذكر ومن سمى المسلمة أخته قاصدًا أخوة الإسلام فليس بكاذب. والثاني: أنه وإن كان كذبًا لا تورية فيه فهو جائز لأنهم اتفقوا لو جاء ظالم يطلب رجلًا مختفيًا ليقتله أو يطلب وديعة إنسان ليأخذها غصبًا لوجب إخفاؤه على من علم ذلك، والكذب فيه حينئذٍ واجب اهـ (فإنك أختي في الإسلام) والدين وإن لم تكن أختي في النسب (فإني لا أعلم في) هذه (الأرض) يعني أرض الجبار (مسلمًا غيري وغيرك فلما دخل) إبراهيم مع سارة (أرضه) أي أرض الجبار (رآها) أي رأى سارة مع إبراهيم (بعض أهل الجبار) وأصحابه فـ (أتاه) أي فأتى ذلك البعض الجبار (فقال) ذلك البعض: (له)

<<  <  ج: ص:  >  >>