الحافظ: وهي الآن كفر أي قرية من عمل أنصنا بالبر الشرقي من الصعيد في مقابلة الأشمونين وفيها آثار باقية (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فأقبلت) سارة إلى إبراهيم حالة كونها (تمشي) على عادتها (فلما رآها) أي رأى سارة (إبراهيم - عليه السلام - انصرف) أي فرغ من الصلاة (فقال لها) إبراهيم - عليه السلام -: (مهيم) بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الياء وسكون الميم الأخيرة أي ما شأنك وما خبرك مع الجبار، ويقال: إن إبراهيم الخليل أول من قال هذه الكلمة، ووقع في بعض روايات البخاري (مهيا) بالألف، وفي بعضها:(مهين) بالنون، والأول أفصح وأشهر ومعناها واحد، قال القرطبي: قال الخليل: هي كلمة لأهل اليمن خاصة معناها ما هذا، وفي الصحاح هي كلمة يستفهم بها معناها ما حالك وما شأنك ونحوه اهـ من المفهم. فـ (قالت) له سارة: فعل الله (خيرًا) قال الطبري: هو منصوب بفعل محذوف أي فعل الله خيرًا، ثم فسرت الخبر بقوله: كف الله) أي منع الله (يد الفاجر) وقبضها عني، وفي رواية للبخاري:(كبت الله يد الفاجر) أي قبضها الله وأمسكها عني (وأخدمـ) ـني الله (خادمًا) أي عصمها الله تعالى منه بما ظهر من كرامتها وأعطاها الله خادمًا وهي هاجر، وفيه جواز قبول هدية الكافر وقد تقدم القول فيها في كتاب الهبة (قال أبو هريرة) رضي الله عنه بالسند السابق: (فتلك) الخادمة الموهوبة لسارة هي (أم) أبيـ (ـكم) إسماعيل - عليه السلام - يا أيها العرب (يا بني ماء السماء) فتلك إشارة إلى هاجر، والخطاب للعرب فإن هاجر هي أم العرب وإنما سماهم بني ماء السماء لكثرة ملازمتهم للفلوات التي بها مواقع القطر لأجل رعي دوابهم، قاله الخطابي وقال غيره: سموا بذلك لخلوص نسبهم وصفائه وشبهه بماء السماء، وقيل: أراد بماء السماء زمزم لأن الله أنعمها لهاجر فعاش ولدها بها وصاروا كأنهم أولادها، قال ابن حبان في صحيحه: كل من كان من ولد إسماعيل يقال له: ماء السماء لأن إسماعيل ولد هاجر وقد ربى بماء زمزم وهي من ماء السماء، وقال القاضي عياض: والأظهر عندي أنه أراد بذلك الأنصار نسبهم إلى جدهم عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، وكان يُعرف بماء السماء وهو مشهور والأنصار