للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَفَعَلَتْ. فَعَادَ، فَقُبِضَت أَشَدَّ مِنَ القَبْضَةِ الأُولَي. فَقَال لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ، فَفَعَلَتْ فَعَاد، فَقُبِضَتْ أَشَدَّ مِنَ الْقَبضَتَينِ الأُولَيَينِ. فَقَال: ادْعِي اللهَ أَنْ يُطْلِقَ يَدِي، فَلَكِ اللهَ أَنْ لا أَضُرُّكِ، فَفَعَلَتْ، وَأُطْلِقَتْ يَدُهُ. وَدَعَا الذي جَاءَ بِهَا فَقَال لَهُ: إِنكَ إِنمَا أتَيتَنِي بِشَيطَانٍ. وَلَمْ تَأتِنِي بِإِنْسَانٍ. فَأخْرِجْهَا مِنْ أَرْضِي، وَأَعْطِهَا هَاجَرَ

ــ

على أن هذا الجبار كان عنده معرفة بالله تعالى وبأن لله من عباده من إذا دعاه أجابه ومع ذلك فلم يكن مسلمًا لأن إبراهيم - عليه السلام - قد قال لسارة ما أعلم على الأرض مسلما غيري وغيرك (ففعلت) سارة الدعاء له فأرسلت يده (فعاد) إليها ببسط يده إليها (فقبضت) يده قبضًا) (أشد من القبضة الأولى فقال لها) مرة ثانية، قوله: (مثل ذلك) أي مثل ما قال لها أولًا يعني قوله: (ادعي الله أن يطلق ولا أضرك) (ففعلت) الدعاء له (فعاد) إليها (فقبضت) يده قبضًا (أشد من القبضتين الأوليين فقال) لها في الثالثة: (ادعي الله أن يطلق يدي فلك) بـ (الله أن لا أضرك) بشيء، قال القرطبي: الرواية في لفظ الجلالة بالنصب لا يجوز غيره والكلام قسم ومقسم به ومقسم عليه، وفيه حذف يتبين بالتقدير وتقدير ذلك لك أقسم بالله على أن لا أضرك فحذف الخافض فتعدى الفعل فنصب ثم حذف فعل القسم وبقي المقسم به وهو لفظ الجلالة منصوبًا وكذلك المقسم عليه وهو أن لا أضرك يعني مفتوح همزة أن ويجوز في أضرك رفع الراء على أن تكون أن مخففة من الثقيلة ويجوز فيها النصب على أن تكون أن الناصبة للمضارع اهـ من المفهم (ففعلت) سارة الدعاء له وأُطلقت يده ودعا الرسول (الذي جاء بها) إليه (فقال له) أي للرسول: (إنك) اليوم (إنما أتيتني بشيطان ولم تأتني بإنسان) وهذا كلام يناقض قوله أولًا ادعي الله لي فيكون ذمه لها عنادًا بعد أن ظهر له كرامتها على الله أو إخفاء لحالها لئلا يتحدث بما ظهر عليها من الكرامة فتعظم في نفوس الناس وتتبع فلبس على السامع بقوله: إنما أتيتني بشيطان اهـ من المفهم، وقال الحافظ في الفتح: والمراد بالشيطان المتمرد من الجن وكانوا قبل الإسلام يعظمون أمر الجن جدًّا ويرون كل ما وقع من الخوارق من فعلهم وتصرفهم اهـ (فأخرجها من أرضي وأعطها هاجر) بفتح الجيم أي وهب لها خادمًا اسمها هاجر، ووقع في بعض النسخ (آجر) بالهمزة الممدودة بدل الهاء وكذا وقع في رواية الأعرج عند البخاري في البيوع وهو اسم سرياني، ويقال: إن أباها كان من ملوك القبط وإنها من حفن بفتح الحاء وسكون الفاء قرية بمصر، قال اليعقوبي: كانت مدينة، وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>