ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث آخر له رضي الله عنه فقال:
٥٩٩٥ - (٢٣٥١)(١٠٦)(وحدثني محمد بن رافع) القشيري النيسابوري، ثقة، من (١١)(وعبد بن حميد) بن نصر الكسي، ثقة، من (١١)(قال عبد: أخبرنا وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن) عبد الله (بن طاوس) اليماني الحميري، ثقة، من (٦) روى عنه في (٣) أبواب (عن أبيه) طاوس بن كيسان الحميري مولاهم اليماني، ثقة، من (٣) روى عنه في (٧) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أبو هريرة: (أرسل) بالبناء للمفعول (ملك الموت) الذي يسمونه عزرائيل (إلى موسى) بن عمران (- عليه السلام -) لقبض روحه فقال له: أجب ربك (فلما جاءه) أي فلما جاء ملك الموت وأخبره سبب مجيئه (صكه) أي لطمه موسى، وقد وقع بهذا اللفظ في رواية همام الآتية (فلطم موسى عين ملك الموت)(ففقأ عينه) أي شدخ موسى عين ملك الموت أو رمى حدقتها عن محلها بلطمه، وذكر بعض العلماء أن موسى إنما لطمه لأنه جاء لقبض روحه من قبل أن يخبره لما ثبت أنه لم يقبض نبي حتى يُخبر فلهذا لما خيره في المرة الثانية أذعن، ولكن يشكل عليه أنه كيف أقدم ملك الموت على قبض نبي الله وأخل بالشرط مع أن الملائكة معصومين، والأحسن في تفسير هذه الواقعة ما ذكره ابن خزيمة رحمه الله تعالى قال: إن موسى لم يبعث الله إليه وهو يريد قبض روحه حينئذٍ وإنما بعثه اختبارًا وابتلاءً كما أمر الله تعالى خليله بذبح ولده ولم يرد إمضاء ذلك ولو أراد أن يقبض روح موسى - عليه السلام - حين لطم الملك لكان ما أراد، وكانت اللطمة مباحة عند موسى إذ رأى آدميًا دخل عليه ولا يعلم أنه ملك الموت، وقد أباح رسولنا صلى الله عليه وسلم فقا عين الناظر في دار المسلم بغير إذنه، وحاصل هذا الجواب أن الملك جاءه في صورة رجل أجنبي اقتحم بيته بدون إذنه وقال: أجب ربك، فلم يعرفه موسى - عليه السلام - وظن أنه عدو من أعدائه فاجأه ليقتله فلطمه دفاعًا عن نفسه ففقا عينه