للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَعرِضُ سِلْعَةً لَهُ أعْطِيَ بِهَا شَيئًا، كَرِهَهُ أَوْ لَمْ يَرْضَهُ -شَك عَبدُ العزِيزِ- قَال: لَا، وَالذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَيهِ السلامُ عَلَى الْبَشَرِ. قَال: فَسَمِعَهُ رَجُل مِنَ الأَنْصَارِ فَلَطَمَ وَجْهَهُ. قَال: تَقُولُ: وَالذِي اصْطَفَي مُوسَى عَلَيهِ السلامُ عَلَى البَشَرِ! وَرَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ بَينَ أَظْهُرِنَا؟

ــ

في الفتح [٦/ ٤٤٣] أن الذي ذكره ابن إسحاق لفنحاص قصة أخرى مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه في لطمه إياه (يعرض) من باب ضرب أي يظهر (سلعة) أي بضاعة (له) أي لليهودي في السوق للبيع (أعطي) ذلك اليهودي (بها) أي بتلك السلعة (شيئًا كرهه) من الثمن (أو) قال عبد الله بن الفضل: (لم يرضه) أي شيئًا لم يرضه ذلك اليهودي لكونه دون ثمن المثل، قال المؤلف: (شك عبد العزيز) بن عبد الله في أي اللفظين، قال عبد الله بن الفضل يعني ساومه رجل في تلك السلعة بثمن زعمه اليهودي قليلًا (قال) اليهودي جواب بينما (لا) أبيعها بهذا الثمن (والذي) أي أقسمت بالإله الذي (اصطفى) واختار (موسى - عليه السلام - على) جميع (الشر قال) أبو هريرة: (فسمعه) أي فسمع الهودي أي سمع ما قاله في يمينه (رجل) مسلم (من الأنصار) كذا وقع في غير واحد من الروايات أن الرجل المسلم في هذه القصة كان رجلًا من الأنصار، ولكن وقع في جامع سفيان بن عيينة وكتاب البعث لابن أبي الدنيا عن عمرو بن دينار أنه قال هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه كما ذكره الحافظ في الفتح فإما أن يكون عمرو بن دينار التبس عليه قصة أبي بكر مع فنحاص بهذه القصة فإما أن يكون الراوي في حديث الباب أطلق لفظ رجل من الأنصار على الصديق رضي الله عنه بالمعنى الأعم فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه من أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعًا (فلطم) الرجل المسلم أي فضرب بكفه (وجهه) أي وجه اليهودي (قال) الرجل المسلم أ (تقول) في يمينك (والذي اصطفى موسى - عليه السلام - على الشر ورسول الله) أي والحال أن رسول الله محمدًا (صلى الله عليه وسلم) حي حاضر (بين أظهرنا) أي بين وسطنا أو بيننا، ولفظ أظهر مقحم، قال القسطلاني: قوله: (بين أظهرنا) حمع ظهر ومعناه أنه بينهم على سبيل الاستظهار كان ظهرًا منهم قدامه وظهرًا وراءه فهو مكنوف من جانبيه إذا قيل بين ظهرانيهم بلفظ التثنية ومن جوانبه إذا قيل بين أظهرهم بلفظ الجمع أو لفظ أظهر مقحم كما قاله الكرماني اهـ منه، وإنما لطمه الأنصاري لما فهمه من عموم لفظ البشر فدخل فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>