محمد صلى الله عليه وسلم وقد تقرر عند المسلم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم أفضل البشر، وقد جاء ذلك مبينًا في حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري في الخصومات أن الضارب قال لليهودي: أي خبيث على محمد (قال) أبو هريرة: (فذهب) أي انطلق (اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) لشكوى الأنصاري (فقال) اليهودي: (يا أبا القاسم إن لي ذمة) أي عقد ذمة وأمان (وعهدًا) أي عقد عهد ومسألة فما بال فلان لطم وجهي فلم أخفر ذمتي (وقال) اليهودي معطوف على القول قبله (فلان) من المسلمين يعني الأنصاري (لطم وجهي) أي ضرب وجهي بكفه (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) للأنصاري: (لم لطمت) أي لأي سبب وجريمة ضربت (وجهه) أي وجه اليهودي بكفك (قال) الأنصاري: (قال) اليهودي: (يا رسول الله، والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر) جملة القسم مقول لقال، وجملة النداء معترضة بين القول ومقوله (وأنت) أي والحال أنك (بين أظهرنا، قال) أبو هريرة: (فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم) من قول الأنصاري ولطمه اليهودي (حتى عُرف الغضب) أي أثره من تغير اللون من البياض إلى الحمرة (في وجهه) صلى الله عليه وسلم (ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تفضلوا بين أنبياء الله) عليهم الصلاة والسلام أي من تلقاء أنفسكم أو تفضيلًا يؤدي إلى تنقيص الآخر يعني لا تفضلوا بينهم بدون حاجة داعية إلى ذلك أو ما يستلزم تنقيص أحد منهم وإلا فقد قال الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} وقد تقدم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنا سيد ولد آدم" قال القاضي عياض: ويحتمل أن يكون ذلك قبل أن يوحى إليه أنه أفضل، وقيل: المعنى لا تفضلوا التفضيل الذي يؤدي إلى تنقيص بعضهم، والحديث خرج على سبب هو لطم اليهودي فخاف صلى الله عليه وسلم أن يُفهم من هذه الفعلة انتقاص موسى - عليه السلام - فنهى عن التفضيل المؤدي إلى نقص المفضول، وقيل: قاله صلى الله عليه وسلم على وجه التواضع والبر