فَقَال: كَذَبَ عَدُو الله. سَمِعْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ يَقُولُ: سَمِعتُ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ يَقُولُ: "قَامَ مُوسَى عَلَيهِ السلامُ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَسُئِلَ: أَي الناسِ أَعلَمُ؟ فَقَال: أَنا أَعْلَمُ
ــ
واختلفوا أيضًا هل هو حي أو مات؟ فذهبت جماعة من العلماء إلى أنه أُعطي عمرًا طويلًا وهو حي إلى اليوم ولكنه محجوب عن الأبصار ويبقى حيًّا إلى خروج الدجال، قال النووي: جمهور العلماء على أنه حي موجود بين أظهرنا، وأنكر ذلك بعض المحدثين وقالوا: إنه مات.
وبالجملة فلم يثبت في القرآن ولا في السنة دليل يعتمد عليه في حياته أو موته وليست المسألة من العقائد التي يجب الاهتمام بها والبحث عن أدلتها والاشغال بها ضياع زمن فيما لا ينبغي ولا يعتنى به والمطلوب التوقف والسكوت عنها لأنها ليست مما يجب علينا البحث عنها. (فقال) ابن عباس رضي الله عنه: (كذب عدو الله) يعني نوفا البكالي وهذا قول أصدره غضب على من يتكلم بما لم يصح فهو إغلاط وردع، وقد صار غير نوف إلى ما قاله نوف لكن الصحيح ما قاله ابن عباس في الحديث لا أنه يعتقد أنه عدو الله حقيقة إنما قاله مبالغة في إنكار قوله لمخالفته قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في حال غضب ابن عباس لشدة إنكاره وفي حال الغضب تطلق الألفاظ ولا تراد حقائقها، والظاهر أنه لم يقل هذا الكلام في نوف البكالي وإنما قال ذلك في كعب الأحبار كما تدل عليه رواية النسائي التي ذكرناها آنفًا ولفظها (يا أبا عباس إن نوفًا يزعم عن كعب الأحبار .. إلخ) وقد تدل بعض الروايات عن أن جماعة من الصحابة كانوا في شك في أمره فإني (سمعت أبي بن كعب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول قام موسى - عليه السلام - خطيبًا في بني إسرائيل) وتفصيل هذا السماع ما أخرجه البخاري في العلم عن ابن عباس بلفظ (أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى، قال ابن عباس: هو خضر فمر بهما أبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه؟ قال: نعم، فذكر الحديث)(فسئل) موسى (أي) أفراد (الناس أعلم) أي أكثر علمًا من غيره (فقال) موسى: (أنا أعلم) أهل زماني ممن أُرسلت إليه ولم يكن موسى أرسل إلى الخضر، قاله الحافظ في الفتح [١ /