للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَيهِ السلامُ، فِي قَوْمِهِ يُذَكِّرُهُمْ بِأيامِ الله. وَأَيامُ الله نَعْمَاؤُهُ وَبَلاؤُهُ. إِذ قَال: مَا أَعْلَمُ فِي الأَرْضِ رَجُلًا خَيرًا أَوْ أَعْلَمَ مِني. قَال: فَأوْحَى الله إِلَيهِ. إِني أَعلَمُ بِالْخَيرِ مِنْهُ. أَوْ عِنْدَ مَن هُوَ. إِنَّ فِي الأَرْضِ رَجُلا هُوَ أَعْلَمُ مِنكَ

ــ

عمران (- عليه السلام -) قائم (في قومه) بني إسرائيل، حالة كونه (يذكرهم) ويعظهم (بأيام الله) تعالى التي كانت لهم وعليهم أي يأمرهم بالشكر على نعمه وبالصبر على نقمه، وفسر الراوي أيام الله بقوله: (وأيام الله) هي (نعماوه) وإحساناته التي كانت لهم كالمن والسلوى وإنجاءهم من استبعاد فرعون وقومه (وبلاؤه) التي ابتلاهم كاستبعاد القبطين لهم وذبح أبناءهم، وكلمة إذ في قوله: (إذ قال) موسى فجائية رابطة لجواب بينما المحذوف كما دلت عليه الرواية السابقة، والتقدير بينما أوقات تذكير موسى قومه بأيام الله إذ سئل موسى من أفضل أهل الأرض ومن أعلمهم؟ فـ (قال) موسى في جواب سؤال السائل أي فاجأه سؤال سائل من قومه فأجابه بقوله: (ما أعلم) أنا بصيغة المضارع المسند إلى المكلم أي مما أعلم في زماني هذا (في) أرجاء (الأرض) ونواحيها (رجلًا خيرًا) مني أي أفضل مني منزلة عند الله (أو) قال موسى: لا أعلم في الأرض رجلًا (أعلم مني) والشك من الراوي فيما قاله النبي صلى الله عليه وسلم أو ممن دونه، وفي أغلب النسخ كنسخة الأبي والسنوسي والنسخة الطويلة المصرية (ما أعلم في الأرض رجلًا خيرًا وأعلم مني) بلا شك، قال الأبي في هذا الطريق: (إذ قال ما أعلم في الأرض) .. إلخ بلا ذكر سؤال سائل له وفي الطريق الأول (سئل أي الناس أعلم قال: أنا) فترد هذه الرواية المطلقة عن ذكر السؤال فيها إلى تلك المقيدة بذكر السؤال فيها كما قدرناه في حلنا على القاعدة الأصولية من رد المطلق إلى المقيد، وتقدم أن العتاب في تلك السابقة إنما وقع من حيث أنه لم يقيد نفي الأعلم ولم يقل في علمي لأن المخبر عن الشيء بمقتضى علمه وظنه ليس بكاذب ولكن حملت تلك الرواية السابقة المطلقة على ما في هذه لأن هذه قيدت بذلك لقوله هنا ما أعلم في الأرض .. إلخ اهـ حيث نفى الأعلم بالنسبة إلى ظنه وعلمه (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فأوحى الله) سبحانه (إليه) أي إلى موسى حين قال ذلك الجواب (إني أعلم بـ) الرجل (الخير) والأفضل (منه) أي من موسى يعني قال الله تعالى: إني أعلم بمن هو خير منه أي من موسى - عليه السلام - (أو) قال الله: إني أعلم (عند من هو) أي الخير أو العلم، وأو هنا للشك من الراوي والتقدير أو قال الله تعالى: إني أعلم عند من هو؟ أي العلم الأكثر من علم موسى أو الخير الأكثر من خير موسى، ثم قال الله تعالى: (إن في الأرض رجلًا هو أعلم) أي أكثر علمًا (منك) يا

<<  <  ج: ص:  >  >>