موسى (قال) موسى: (يا رب فدلني عليه) أي على ذلك الأعلم مني أي دلني على طريق الوصول إليه (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فقيل له) أي لموسى من جهة الله تعالى (تزود حوتًا مالحًا) أي خذ حوتًا مالحًا زادًا لك لسفرك إليه والحوت المالح هو المقلي بالملح، قال الأبي: وهذا نص في أن الحوت إنما أخذ للتزود وتقدم قول من قال إنما أخذه ليكون دليلًا على لقاء الخضر وكان الزاد غيره اهـ من الأبي (فإنه) أي فإن ذلك الأعلم (حيث تفقد الحوت) أي في المكان الذي فقدت فيه الحوت (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فانطلق هو) أي ذهب موسى (وفتاه) يوشع بن نون لطلب ذلك الأعلم (حتى انتهيا) ووصلا (إلى الصخرة) التي عند ملتقى البحرين (فعُمي عليه) الأمر أي أشكل والتبس عليه أي على موسى الأمر أي أمر ذلك الأعلم وموضعه، قال النووي: قوله: (فعُمي عليه) وقع في بعض الأصول بفتح العين المهملة وكسر الميم المخففة وفتح الياء على صيغة المعلوم، وفي بعضها بضم العين وتشديد الميم المكسورة على صيغة المبني للمجهول والمعنى واحد، وفي بعضها بالغين المعجمة (فـ) لما عُمي وغمي عليه أمر ذلك الأعلم واختفى عنه موضع فلم يجده عند ملتقى البحرين (انطلق) وذهب وحده لطلبه والبحث عنه (وترك فتاه) مع الحوت عند الصخرة (فاضطرب الحوت) أي تحرك وانسل من المكتل ودخل (في الماء فجعل) الماء (لا يلتئم) ولا يجتمع (عليه) أي على الحوت ولا يرجع إلى مسلكه بل (صار) مسلكه ومدخله في الماء (كالكوة) أي (مثل الكوة) والطاق لا يرجع إليه الماء وهي بفتح الكاف وضمها مع تشديد الواو فيهما الطاق ولعل مراد الراوي هنا أن موسى - عليه السلام - عمي عليه الطريق فانطلق وحده وفارق فتاه وهذا مخالف لما سبق من أن موسى - عليه السلام - قد نام في ظل الصخرة ولعل تفرقهما وقع بعد استيقاظهما لفترة يسيرة، وقول الراوي هنا:(وترك فتاه واضطرب الحوت في الماء) يدل بظاهره أن اضطراب الحوت وقع في حال تفرقهما ولكن الروايات الأخرى الصحيحة تدل على أنه وقع في حالة نوم موسى، والظاهر أنه قد وقع في هذه