للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَجْرًا (٧٧) قَال هَذَا فِرَاقُ بَينِي وَبَينِكَ} [الكهف: ٧٧ - ٧٨] وَأَخَذَ بِثَوْبِهِ. قَال: {بِتَأْويلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيهِ صَبْرًا (٧٨) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} [الكهف: ٧٨ - ٧٩]. إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَإِذَا جَاءَ الذِي يُسَخِّرُهَا وَجَدَهَا مُنْخَرِقَةً فَتَجَاوَزَهَا فَأَصْلَحُوهَا بِخَشَبَةٍ. وَأَمَّا الْغُلامُ فَطُبعَ يَوْمَ طُبعَ كَافِرًا. وَكَانَ أَبَوَاهُ قَدْ عَطَفَا عَلَيهِ. فَلَوْ أَنهُ أَدْرَكَ أَرْهَقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا

ــ

أجرًا، قال) الخضر لموسى: (هذا) الوقت وقت يحصل فيه (فراق بيني وبينك، وأخذ) الخضر (بثوبه) لمفارقة موسى أو المعنى وأخذ الخضر بثوب موسى ليبين له ما أشكل عليه قبل مناجزة الفرات، و (قال) لموسى: (سأنبئك بتأوبل ما لم تستطع عليه صبرًا، أما السفينة) التي خرقتها (فكانت لمساكين يعملون في البحر) اقرأ (إلى آخر الآية) يعني قوله فأردت أن أعيبها، قال القرطبي: القراءة المتواترة بتخفيف السين جمع مسكين سموا بذلك شفقة عليهم، وقرأها ابن عباس بتشديدها جمع مساكٍ سموا بذلك لإمساكهم السفينة وملازمتهم لها، قيل: كانوا عشرة خمسة يعملون في البحر وخمسة زمناء (فإذا جاء) الملك (الذي يسخرها) أي يسخر السفينة ويغصبها ويأخذها والمراد بالذي يسخرها الملك الذي كان يغصب السفن من ملاكها، وقوله: (جاء الذي يسخرها) من التسخير وهو جعل الشيء مطيعًا له ومنقادًا ومذللًا يقال: سخر فلانًا إذا ذلله وكذلك تكليف شخص على عمل بلا أجرة يسمى تسخيرًا يقال: سخره إذا كلفه عملًا بلا أجرة، والمراد بالتسخير هنا الأخذ والضبط بلا بدل والله أعلم اهـ دهني (وجدها منخرتة) أي مخروقة غير صحيحة (فتجاوزها) أي فيجاوزها ويمر عليها بلا أخذ لها بكونها غير صالحة (فـ) إذا جاوزها ومر عليها (فأصلحوها) بلفظ الماضي أي أصلح أهل السفينة السفينة (بـ) سد خرقها بـ (خشبة) ولوحة وانتفعوا بها (وأما الغلام) الذي قتلته (فطُبع) أي خُلق قلبه (يوم طُبع) أي يوم خُلق جسمه (كافرًا) أي على صفة قلب كافر من القسوة والجهل وحب الفساد (وكان أبواه قد عطفا) وأشفقا (عليه) وأحباه (فلو أنه أدرك) وبلغ (أرهقهما) أي كلفهما (طغيانًا وكفرًا) أي حملهما على الطغيان والكفر وألحقهما بهما والمراد بالطغيان هنا الزيادة في الضلال والتمرد فيه، قوله: (وكان أبواه قد عطفا عليه) أي أحباه وأقبلا عليه بشفقتهما وحنوّهما فخاف الخضر لما أعلمه الله تعالى بمآل حاله أنه إن عاش لهما حتى يكبر ويثقل بنفسه جبلهما بحكم محبتهما له أن يطيعاه ويوافقا على ما يصدر منه من

<<  <  ج: ص:  >  >>