هذا القول أبرزه من موسى إستحياؤه من كثرة المخالفة للشرع وتهديده لنفسه عند معاودتها للاعتراض عليه بالمفارقة اهـ من المفهم (قد بلفت) وحصلت (من لدني) أي من جهتي (عذرًا) أي سببًا تعتذر به في فراقي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ولو صبر) موسى على مخالفته الشرع وترك الإنكار عليه (لرأى) من شؤون الخضر وأفعاله الغريبة (العجب) أي الأمور العجيبة التي يتعجب منها كل من رآها أو سمعها (قال) أبي بن كعب رضي الله عنه: (وكان) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا ذكر أحدًا من الأنبياء) بالرحمة والدعاء (بدأ بنفسه) الشريفة فيقول: (رحمة الله علينا وعلى أخي كذا) أي فلان فكذا اسم مبهم يكنى به عن الأسماء في محل الجر بدل من أخي، بدل كل من كل مبني على السكون لشبهه بالحرف شبهًا معنويًا نظر إلى أصله وإلا فهو محكي مجرور بكسرة مقدرة للحكاية، وقوله ثانيًا:(رحمة الله علينا) توكيد لفظي للأول (فانطلقا) أي انطلق الخضر وموسى عليهما السلام بعد قتل الغلام يتماشيان (حتى (ذا أتيا أهل قرية لئامًا) صفة لأهل، جمع لئيم ككريم وكرام، واللئيم هو من كان دنيء النسب خسيس الحسب، والفاء في قوله:(فطافا) زائدة في جواب إذا أي طاف الخضر وموسى عليهما السلام (في المجالس) أي في مجالسهم ومحافلهم طلبًا للضيافة والإطعام أي طافا ودارا وجالا عليهم في مجالسهم (فاستطعما) معطوف على طافا أي طلبا الإطعام من (أهلها) أي من أهل تلك القرية فابوا أي أبي وامتنع أهلها من (أن يضيفوهما) أي من أن يعطوا لهما حق الضيافة، ذكر بعض العلماء أن إضافة المسافرين كان واجبًا في شرعهم فلما تركوا هذا الوجب استحقوا الملامة، وذهب آخرون إلى أن الإطعام لمان لم يكن واجبًا عليهم فإن قرى الضيف من مكارم الأخلاق لا يمنعه إلا اللئام، ولهذا وصفهم باللؤم والله أعلم اهـ من التكملة.
(فوجدا) أي فوجد الخضر وموسى عليهما السلام (فيها) أي في تلك القرية (جدارًا يريد أن ينقض) أي يوشك أن يسقط لتقادم زمانه (فأقامه) أي فأقام الخضر ذلك الجدار ونصبه بالإشارة إليه بيده (قال) موسى للخضر: (لو شئت لاتخدت عليه