(بغير) مقابلة (نفس) قتلتها تلك المقتولة هذه قراءة العامة وقرأ الكوفيون وابن عامر (زكية) بغير ألف وتشديد الياء، قال ثعلب: الزكية أبلغ، قال أبو عبيد: الزكية في الدين والزاكية في البدن، قال الكسائي: هما بمعنى واحد كقاسية وقسية، وقال ابن عباس: مسلمة، وقال أبو عمر: الزاكية التي لم تذنب قط والزكية التي أذنبت ثم تابت، وقال ابن جبير: يريد على الظاهر، وقوله:(بغير نفس) يعني لم تقتل نفسًا فتستحق القتل قصاصًا اهـ من المفهم، والله (لقد جئت) وفعلت يا خضر (شيئًا نكرًا) أي منكرًا فاحشًا أشد الفحش (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند) ما وصل (هذا المكان) من القصة (رحمة الله علينا وعلى موسى) - عليه السلام -، قال النووي: فيه استحباب ابتداء الإنسان بنفسه في الدعاء وشبهه من أمور الآخرة، وأما أمور الدنيا فالأدب فيها الإيثار وتقديم غيره على نفسه اهـ (لولا أنه) أي أن موسى (عجّل) الإنكار على الخضر، فلولا حرف امتناع لوجود، وجملة عجل خبر أن، وجملة أن في تأويل مصدر مرفوع على الابتداء لأن لولا تلازم المبتدأ والخبر محذوف وجوبًا لقيام جواب لولا مقامه، وجملة قوله: الرأى) موسى (العجب) من أمور الخضر، جواب لولا، واللام رابطة لجواب لولا، والتقدير لولا تعجيل موسى الإنكار على الخضر المستلزم للفراق بينهما موجود لرأى موسى من شؤون الخضر الأمور العجيبة والأفعال الغريبة، وجملة لولا من شرطها وجوابها مقول لقال (ولكنه) أي ولكن موسى (أخذته) وهيجته على الإنكار (من صاحبه) يعني الخضر (ذمامة) بفتح الذال المعجمة، الجار والمجرور في قوله من صاحبه صفة لذمامة مقدمة عليه أي ولكن موسى هيجته على الإنكار ذمامة واقعة من صاحبه أي مخالفة لظاهر الشرع واقعة من الخضر بقتل النفس الزكية والذمامة الاستحياء من كثرة مخالفته للشرع، وقيل: ملامة على ترك إنكار المنكر على صاحبه، والأول أظهر وأشهر، وذكر عياض في بعضهم أن الذمامة هنا من الذمام جمع ذمة وهو ما كان شارطه عليه من الفراق (قال) موسى للخضر: إن سألتك عن شيء) مما فعلته (بعدها) أي بعد هذه الفعلة يعني قتل الغلام (فلا تصاحبني) أي فلا تتركني صاحبًا لك بل فارقني، قال القرطبي: