وسلم:(فإن) رجعت و (لم تجديني فأتي أبا بكر) الصديق فإنه يقضي حاجتك. قوله:(قال أبي كأنها تعني الموت) قائله محمد بن جبير بن مطعم، والمراد أن أبي وهو جبير بن مطعم فسر قول المرأة فإن لم أجدك بأنها أرادت أنها إن أتت بعد وفاته صلى الله عليه وسلم إلى من ترجع حينئذٍ. قوله:(فأتي أبا بكر) وهذا الحديث كأنه صريح في أن أبا بكر رضي الله عنه هو الذي يتولى الخلافة بعده صلى الله عليه وسلم، وفيه رد على زعم الشيعة في أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف عليًّا رضي الله عنه، وروى الطبري من حديث عصمة بن مالك قال: قلنا يا رسول الله إلى من ندفع صدقات أموالنا بعدك؟ قال:"إلى أبي بكر" ولكن إسناده ضعيف، وروى الإسماعيلي في معجمه من حديث سهل بن أبي حثمة قال: بايع النبي صلى الله عليه وسلم أعرابيًّا فسأله إن أتى عليه أجله من يقضيه دينه، فقال: أبو بكر، ثم سأل من يقضيه بعده، قال: عمر. وأخرجه الطبراني في الأوسط كذا في فتح الباري [٧/ ٢٤].
قال القرطبي:(قوله صلى الله عليه وسلم للمرأة إن لم تجديني فأتي أبا بكر) زعم من لا تحقيق عنده من المتاخرين أن هذا نص على خلافة أبي بكر رضي الله عنه وليس كذلك، وإنما يتضمن الخبر بأنه يكون هو الخليفة بعده لكن بأي طريق تنعقد له هل بالنص عليه أو بالاجتهاد هذا هو المطلوب ولم ينص عليه في الحديث.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٤/ ٨٢] والبخاري في مواضع منها باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذًا خليلًا [٣٦٥٩] والترمذي في المناقب باب مناقب أبي بكر [٣٦٧٦].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه فقال:
٦٠٢٥ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنيه حجاج) بن يوسف بن حجاج الثقفي أبو محمد البغدادي المعروف بـ (ابن الشاعر) ثقة، من (١١) روى عنه في (١٣) بابا (حدثنا يعقوب بن إبراهيم) بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري المدني، ثقة، من (٩) روى عنه في (٥) أبواب،