أبو بكر أنه فعل تلك الأمور كلها في ذلك اليوم بشره بأنه من أهل الجنة لأجل تلك الأمور، والمرجو من كرم الله تعالى أن من اجتمعت له تلك الأعمال في عمره وإن لم تجتمع له في يوم واحد أن يدخله الله الجنة بفضله ووعده الصادق، والمراد أنه دخل الجنة بلا محاسبة والا فمجرد الإيمان يكفي في دخولها أو المعنى دخل الجنة من أي أبواب الجنة شاء. والحديث يدل على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التفقد لأحوال أصحابه وإرشادهم إلى فعل الخير على اختلاف أنواعه وعلى ما كان عليه أبو بكر من الحرص على فعل جميع أنواع الطاعات وتتبعه أبوابها واغتنام أوقاتها وكأنه ما كان له هم إلا في طلب ذلك والسعي في تحصيل ثوابه اهـ من المفهم.
والحديث قد سبق تخريجه للمؤلف أيضًا في كتاب الزكاة باب من جمع الصدقة وأعمال البر وقد مر شرحه هنالك. وهو مما انفرد به الإمام مسلم كما مر هناك.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثامنًا لحديث أنس بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله تعالى عنهما فقال:
٦٠٢٨ - (٢٣٦٨)(١٢٣)(حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح) الأموي المصري (وحرملة بن يحيى) بن عبد الله التجيبي (قالا: أخبرنا) عبد الله (بن وهب) القرشي المصري (أخبرني يونس) بن يزيد الأيلي (عن ابن شهاب) الزهري، قال:(حدثني سعيد بن المسيب) بن حزن القرشي المخزومي أبو محمد المدني، ثقة، من (٢) روى عنه في (١٧) بابا (وأبو سلمة بن عبد الرحمن) بن عوف الزهري المدني، ثقة، من (٣) روى عنه في (١٤) بابا (أنهما سمعا أبا هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته (يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينما رجل) ممن كان قبلكم (يسوق) قدامه (بقرة) كائنة (له) والحال أنه (قد حمل عليها) حمولة استظهر البخاري أن هذه القصة وقعت لرجل من بني إسرائيل بدليل ذكرها في (باب ما ذكر عن بني إسرائيل)