أطول، ويحتمل أن يريد دونه من جهة العلو فيكون أقصر، ويؤيد الاحتمال الأول ما رواه الحكيم الترمذي عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري في هذا الحديث قال: "فمنهم من كان قميصه إلى سرته، ومنهم من كان قميصه إلى ركبته، ومنهم من كان قميصه إلى أنصاف ساقيه" ذكره الحافظ في فتح الباري [١٢/ ٣٩٥](ومر عمر بن الخطاب) علي مع أولئك الناس (و) الحال أنه (عليه قميص يجره) لطوله على الأرض يعني قميصه كان طويلًا يبلغ إلى أسفل من كعبيه، وهذا من أمثلة ما يمدح في المنام ويذم في اليقظة شرعًا لأن جر القميص إلى أسفل من الكعبين ثبت الوعيد عليه في الحديث (قالوا): أي قال الحاضرون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (ماذا أولت ذلك) المنام، أي بأي شيء أولت وفسرت ذلك المنام الذي رأيته في عمر وفي الناس (يا رسول الله قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولته (الدين) أي جعلت تأويله الدين أي فسرت ذلك القميص طوله بالقوة في الدين وقصره بالضعف فيه، وقد ورد في رواية الحكيم الترمذي أن السائل هو أبو بكر الصديق، قال القرطبي: وتأويل القميص بالدين مأخوذ من قوله تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيرٌ}[الأعراف / ٢٦] والعرب تكني عن الفضل والعفاف بالثياب كما قالامرؤ القيس:
ثياب بني عوف طهارى نقية ... وأوجههم بيض المسافر غران
كذا في اللسان، وفي الديوان:
وأوجههم عند المشاهد غران
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه: "إن الله سيلبسك قميصًا فإن أرادوك أن تخلعه فلا تخلعه" رواه أحمد والترمذي وابن ماجه [١١٢] فعبر عن الخلافة بالقميص وهي استعارة حسنة معروفة اهـ من المفهم. قال العلماء: وجه تعبير القميص بالدين أن القميص يستر العورة في الدنيا، والدين يسترها في الآخرة ويحجبها عن كل مكروه، قال أهل تعبير الرؤيا: القميص في النوم معناه الدين، وجره يدل على بقاء آثاره الجميلة وسننه الحسنة في المسلمين بعد وفاته ليقتدى به اهـ نووي. وفي الحديث أن أهل الدين يتفاضلون في أعمال الدين بالقلة والكثرة وبالقوة والضعف، قال ابن العربي: وأما غير عمر فالذي كان يبلغ الثدي هو الذي يستر قلبه عن الكفر وإن كان