يتعاطى المعاصي، والذي يبلغ أسفل من ذلك وفرجه باد هو الذي لم يستر رجليه عن المشي إلى المعصية، والذي يستر رجليه هو الذي احتجب بالتقوى من جميع الوجوه، والذي يجر قميصه هو الذي كان زائدًا على ذلك بالعمل الصالح الخالص اهـ فتح الباري [١٢/ ٣٩٦].
وقال الحافظ في المناقب [٧/ ٥١] وقد استشكل هذا الحديث بأنه يلزم منه أن عمر أفضل من أبي بكر. والجواب عنه تخصيص أبي بكر من عموم قوله: عرض علي الناس، فلعل ذلك الذين عرضوا إذ ذاك لم يكن فيهم أبو بكر، وإن كون عمر عليه قميص يجره لا يستلزم أن لا يكون على أبي بكر قميص أطول منه وأسبغ فلعله كان كذلك إلا أن المراد كان حينئذٍ بيان فضيلة عمر فاقتصر عليها اهـ منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٣/ ٨٦] والبخاري في مواضع منها في الإيمان [٢٣] وفي مناقب عمر [٣٦٩١] وفي باب جر القميص في المنام [٧٠٠٩] والترمذي في الرؤيا [٢٢٨٦] والنسائي في الإيمان باب زيادة الإيمان [٥٠١١].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث ابن عباس بحديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم فقال:
٦٠٣٥ - (٢٣٧١)(١٢٦)(حدثني حرملة بن يحيى) التجيبي المصري (أخبرنا ابن وهب عن يونس أن ابن شهاب أخبره عن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب) العدوي أبي عمارة المدني، ثقة، من (٣) روى عنه في (٧) أبواب (عن أبيه) عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهذا السند من سداسياته (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينا أنا نائم إذ رأيت) إذ فجائية رابطة لجواب بين؛ أي بينا أوقات نومي إذ رأيت (قدحًا) أي كأسًا (أتيت به) أي أعطيت بذلك القدح (فيه) أي في ذلك القدح (لبن فشربت منه) أي من ذلك اللبن أبي بينا أوقات نومي فاجأني رؤية قدح فيه لبن أعطيت به فشربت منه فشبعت من شربه (حتى إني لأرى الري) والشبع