للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبِي قُحَافَةَ فَنَزَعَ بِهَا ذَنُوبًا أَو ذَنُوبَينِ. وَفِي نَزعِهِ، وَاللهُ يَغفِرُ لَهُ، ضَعْفٌ. ثُم اسْتَحَالتْ غَرْبًا. فَأَخَذَهَا ابْنُ الْخَطابِ. فَلَمْ أَرَ عَبقَرِيًّا مِنَ الناسِ يَنزعُ نَزع عُمَرَ بْنِ الْخطَابِ، حَتى ضَرَبَ الناسُ بِعَطَن"

ــ

أبي قحافة فنزع) أي فاستقى ابن أبي قحافة الماء (بها) أي بتلك الدلو، والدلو يذكر ويؤنث (ذنوبًا أو ذنوبين) والذنوب بفتح الذال الدلو المملوء بالماء أي أخذ من الماء دلوًا مملوءة أو دلوين مملوءتين، وأو هنا للشك من الراوي، والمراد ذنوبان كما صرح به في الرواية الأخرى كما في النووي والقرطبي.

(وفي نزعه) أي وفي نزع بن أبي قحافة (والله يغفر له ضعف ثم استحالت) أي تحولت الدلو الصغيرة من الصغر إلى الكبر فصارت (غربًا) أي دلوًا عظيمة (فأخذها) أي فأخذ تلك الدلو العظيمة عمر (بن الخطاب فلم أر) أنا (عبقريًا) أي سيدًا قويًّا (من الناس ينزع) الماء وينزحه ويستقيه من الآبار (نزع عمر بن الخطاب) أي ينزع نزعًا مثل نزع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فنزع الماء من تلك القليب (حتى ضرب الناس بعطن) أي فنزع الماء من تلك القليب حتى سقى الناس واستقوا مواشيهم وضربوا لها بعطن أي حتى أرووا إبلهم ثم أووها إلى عطنها وهو الموضع الذي تساق إليه بعد السقي لتستريح من تعب الازدحام على الشرب، قال القرطبي: وهذه الرؤيا هي مثال لما فتح الله تعالى على يدي النبي صلى الله عليه وسلم ويدي الخليفتين بعده من الإسلام والبلاد والفيء، فالنبي هو مبدأ الأمر وممكن منه، وأبو بكر رضي الله عنه بعده غير أن مقدار ما فتح الله على يديه من بلاد الكفر قليل لأن مدة خلافته سنتان وثلاثة أشهر اشتغل في معظمها بقتال أهل الردة، ثم لما فرغ منها أخذ في قتال الكفر ففتح في تلك المدة بعض العراق وبعض الشام، ثم مات رضي الله عنه ففتح الله على يدي عمر رضي الله عنه سائر البلاد واتسعت خطة الإسلام شرقًا وغربًا وعراقًا وشامًا وعظمت الفتوحات وكثرت الخيرات والبركات التي نحن فيها حتى اليوم، فعبر عن سنتي خلافة أبي بكر رضي الله عنه بالذنوبين، وعن قلة الفتوحات فيها بالضعف وليس ذلك وهنًا في عزيمته ولا نقصًا في فضله على ما هو المعروف من همته والموصوف من حالته. وقوله: (والله يغفر له) لا يظن جاهل بحال أبي بكر رضي الله عنه أن هذا الاستغفار لأبي بكر كان لذنب صدر عنه أو لتقصير حصل

<<  <  ج: ص:  >  >>