سبعين) فـ (قال) عمر: (إنه منافق) ووقع عند ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس فقال عمر: أتصلي عليه، وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟ قال: "أين" قال: قال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ} الآية ذكره الحافظ في الفتح.
قوله:(إنما خيرني الله، فقال:{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ}) الآية يحتمل معنيين؛ الأول: أن يكون للتخيير، والثاني: أن يكون للتسوية في الحكم أي إن الاستغفار وعدمه في حقهم سواء فحمله عمر رضي الله عنه على الثاني جريًا على محاورات العرب وحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأول لفرط شفقته على الأمة فأراد أن يجري عليه ما دام محتملًا في كلام الله تعالى وما لم يرد نهي صريح في ذلك.
قوله:(وسأزيد على سبعين) الظاهر في قوله تعالى: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} أن عدد السبعين إنما ورد لبيان الكثرة، وأنه لا مفهوم له، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بذلك من غيره ولكنه صلى الله عليه وسلم لفرط شفقته على أمته أراد أن لا يدع احتمالًا ولو ضعيفًا للسعي في مغفرة من هو في أمته فأراد أن يزيد على السبعين في الاستغفار له، وروى الطبري عن طريق مغيرة عن الشعبي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قال الله: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} فأنا أستغفر لهم سبعين وسبعين وسبعين" وذكر الواقدي أن مجمع بن جارية قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أطال على جنازة قط ما أطال على جنازة عبد الله بن أبي من الوقوف ذكره الحافظ في الفتح.
(فصلى عليه) أي على ابن أبي (رسول الله صلى الله عليه وسلم) معرضًا عن قول عمر (وأنزل الله عزَّ وجلَّ) على وفق قول عمر {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}[التوبة / ٨٤] سدًا لباب الاستغفار والدعاء للمنافقين.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري أخرجه في مواضع منها في تفسير سورة براءة باب ولا تصل على أحد منهم مات أبدًا [٤٦٧٢] والترمذي في تفسير سورة التوبة [٣٠٩٨].