المكشوفة عنه على فخذيه أو على ساقيه أي بعد عدم تسويته عند دخول الشيخين، وفي هذا إيماء إلى أنه لم يكن كاشفًا عن نفس أحد العضوين بل عن الثياب الموضوعة عليهما، ولذا لم تقل عائشة وستر فخذه فارتفع به الإشكال واندفع به الاستدلال والله أعلم اهـ من المرقاة، قال إسماعيل بن جعفر:(قال) لنا (محمد) بن أبي حرملة عندما روى لنا هذا الحديث (ولا أقول) لكم كان (ذلك) أي دخول الشيخين ودخول عثمان (في يوم واحد) بل أيام دخولهم على النبي صلى الله عليه وسلم مختلفة وهذا قول محمد بن أبي حرملة لا من الحديث، والظاهر أن مراده أن الرواية ليست صريحة في أن مجيء عثمان كان في نفس اليوم الذي جاء فيه أبو بكر وعمر بل يحتمل أن يكون عثمان جاء في غير ذلك اليوم والله أعلم (فدخل) معطوف على قوله ثم استأذن عثمان أي فأذن له فدخل عثمان (فتحدث) عثمان معه صلى الله عليه وسلم ما شاء الله، قوله:(فلما خرج قالت عائشة) .. إلخ فيه تقديم وتأخير ومقتضى السياق أن يقال:(قالت عائشة) بالسند السابق: (فلما خرج) عثمان قلت له صلى الله عليه وسلم: (دخل) عليك (أبو بكر فلم تهتش) أي لم تتحرك عن مضجعك (له) أي لأجل دخول أبي بكر ولم تسو عليك ثيابك. قال النووي: هكذا هو في جميع نسخ بلادنا (تهتش) من باب افتعل، وفي بعض النسخ الجديدة (تهش) من الثلاثي المضعف، وكذا ذكره القاضي وعلى هذا الأخير فالهاء مفتوحة يقال فيه هش يهش كشم يشم، وأما الهش الذي هو خبط الورق من الشجر فيقال فيه هش يهش بضمها من باب شد قال تعالى:{وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي} كما بسطنا الكلام عليه في كتابنا مناهل الرجال على لامية الأفعال، قال أهل اللغة: الهشاشة والبشاشة بمعنى طلاقه الوجه وحسن اللقاء اهـ النووي، وعبارة القرطبي: قوله: (ولم تهتش له) يروى تهتش بالتاء المثناة فوق، ويروى بحذفها وهو من الهشاشة وهي الخفة والاهتزاز والنشاط عند لقاء من يفرح بلقائه يقال: هش وبش وتبشبش كلها بمعنى، والمعنى دخل أبو بكر فلم تتحرك به ولم تهتز ولم تفرح بلقائه ولم تنشط لدخوله. (ولم تباله) أي لم تكثرت بدخوله ولم تعتن بأمره، وأصله من البال وهو الاحتفال بالشيء والاعتناء به