ومائتين … وأبو أحمد عبد اللَّه بن عدي بن عبد اللَّه بن محمد الجرجاني المعروف بابن القطان الحافظ، من أهل جرجان، كان حافظ عصره، رحل ما بين الإسكندرية وسمرقند ودخل البلاد وأدرك الشيوخ، سمع أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وعلي بن سعيد الرازيّ والقاسم بن عبد اللَّه الإخميمي والقاسم بن زكريا المطرز وخلقا يطول ذكرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد اللَّه الحافظ وأبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيريّ وغيرهم، أول ما كتب الحديث بجرجان في سنة تسعين ومائتين عن أحمد بن حفص وغيره، [ثم - (١)] رحل إلى العراق والشام ومصر في سنة سبع وتسعين، وصنف في معرفة ضعفاء المحدثين كتابا مقدار ستين جزءا سماه الكامل، وكان جمع أحاديث مالك بن أنس والأوزاعي وسفيان الثوري وشعبة وإسماعيل بن أبي خالد وجماعة من المقلين، وصنف على كتاب المزني سماه الانتصار، وكان حافظا متقنا لم يكن في زمانه مثله، تفرد بأحاديث، وقد كان وهب أحاديث له يتفرد بها لبنيه عدي وأبى زرعة ومنصور تفردوا بروايتها عن أبيهم، وابنه عدي سكن سجستان وحدث بها، قال حمزة بن يوسف السهمي: سألت الدارقطنيّ ان يصنف كتابا في ضعفاء المحدثين، فقال أليس عندك كتاب ابن عدي؟ قلت: نعم، قال: فيه كفاية لا يزاد عليه. وكانت ولادته يوم السبت غرة ذي القعدة سنة سبع وسبعين ومائتين، وهي السنة التي مات فيها أبو حاتم الرازيّ، وتوفى غرة جمادى الآخرة سنة خمس وستين وثلاثمائة بجرجان، وصلى عليه أبو بكر الإسماعيلي،