بها، وكان فاضلا فقيه النفس حسن النظر جيد الكلام، ينتحل مذهب داود بن علي الظاهري، وكان أبو بكر الخوارزمي يقول ما رأيت الخرزي كلم خصما له وناظره قط فانقطع، ومات في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة (١).
١٣٥٩ - الخُرْسى
بضم الخاء المعجمة وسكون الراء بعدهما السين،
(١) عبد العزيز بن أحمد هذا (أ) كنيته أبو الحسن (ب) بغدادي (ج) كان قاضيا (د) مبرز في النظر (هـ) توفى في أواخر القرن الرابع (و) يعرف بهذه النسبة (الخرزي)، وفي علماء الحنابلة رجل يوافق هذا في الصفات الخمس الأولى ففي ترجمته من طبقات ابن أبي يعلى رقم ٦٣١ ما يبين تلك الصفات ما عدا القضاء، وفي النقل عنه في كتاب لم يذكر بالقاضي، وتقع نسبته تارة هكذا (الخرزي) وتارة (الجزري) ولم يذكر اسمه واسم أبيه في الطبقات ولا في غيرها من كتبهم، وقد بحث عنه صديقنا البحاثة المدقق الشيخ سليمان الصنيع طويلا ثم جنح بأخرة إلى أنه هو عبد العزيز بن أحمد عينه، أما أنا فعندي وقفة في ذلك لأن الذين ترجموا عبد العزيز كالخطيب في التاريخ وابن السمعاني هنا وابن الجوزي الحنبلي في المنتظم وغيرهم ذكروا انه كان على مذهب داود الظاهري ولم يشر أحد منهم إلى علقة له بالحنابلة، والذين ترجموا ذاك الحنبلي أو ذكروه بنوا على أنه حنبلي صحب شيوخهم واختص بصحبة بعضهم وصحبة بعضهم ولم يشر أحد منهم إلى علقة له بمذهب داود، بل ذكر عنه ابن أبي يعلى أنه كان يرى جواز تخصيص عموم الكتاب والسنة بالقياس، وهذا ينفى داوديته البتة، لأن خاصة مذهب داود إلغاء القياس البتة، وابن أبي يعلى كثير النقل عن تاريخ بغداد ولا بد أن يكون تصفحه متقصيا لأسماء الحنابلة المذكورين فيه فلو كان عنده ان الّذي ترجمه بكنيته فقط هو عبد العزيز هذا فلما ذا لم يشر إلى ذلك؟ هذا وإني خشية الإطالة أخفيت هذه التعليقة عن الشيخ سليمان وقد يكون عنده غير ما ذكرت، واللَّه المستعان.