للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٤٢٧ - الكِركِنتى

بكسر الكافين بينهما الراء الساكنة وبعدها نون ساكنة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى كركنت، وهي قرية من قرى القيروان إحدى بلاد المغرب (١)، منها أبو عثمان سعيد بن سلام - وقيل ابن سالم - المغربي الصوفي، ولد بهذه القرية، واشتهر بالمغربي أبى عثمان (٢)، وكان أوحد عصره في الورع والزهد والصبر على العزلة، لقي الشيوخ بمصر، ثم دخل بلاد الشام وصحب أبا الخير الأقطع، وجاور بمكة سنين فوق العشر، وكان لا يظهر في المواسم، ثم انصرف إلى العراق لمحنة لحقته بمكة في السنة، فسئل المقام بالعراق فلم يجبهم إلى ذلك، فورد نيسابور وبقي بها إلى أن مات، وكان من كبار المشايخ، له أحوال مأثورة وكرامات مذكورة، وحكى أبو عبد اللَّه المغربي قال: كنت ببغداد وكان بي وجع في ركبتي حتى نزل إلى مثانتي، واشتد وجعي، وكنت أستغيث باللَّه، فناداني بعض الجن: ما استغاثتك باللَّه وغوثه بعيد؟ فلما سمعت ذلك رفعت صوتي وزدت في مقالتي حتى سمع أهل الدار صوتي، فما كان إلا ساعة حتى غلب عليّ البول فقدم إليّ سطل أهريق فيه الماء، فخرج من مذاكيرى شيء بقوة وضرب وسط السطل حتى سمعت له صوتا، فأمرت من كان في الدار فطلب فإذا هو حجر


(١) وذكر ياقوت: كركنت - بفتح الكاف الأولى وكسر الكاف الثانية، بلد على ساحل البحر في جزيرة صقلّيّة.
(٢) إنما أورد أبو سعد ترجمته من تاريخ بغداد ٩/ ١١٢، وراجع معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان.