فرأيت منه أشياء أعجبتني منها حسن أخلاقه وخدمته لنا ولأصحابه وكان يقطع تلك البرية في الليلة المظلمة ونزلنا يوما في موضع فقام ومضى إلى رمال قريبة منا وكان يرجع وفي حجره شيء فإذا هو أمناء من الشعير فسألناه عنها فقال: اجتزت بهذا الموضع عام أول أو شهر كذا فثقل على الشعير لفرسى فخبأته هاهنا، سمعت ابا سلامة ينشد لبعضهم ونحن في السماوة:
قد كيف شئت وسر على مهل … كل الجمال عليك يا جمل
ولو أن ناقة صالح حملت … ما قد حملت لفاتها الأجل
وعليّ ان لا اشتكى كللا … ما دام فوقى ذلك الكلل (١)
[باب الألف والخاء]
[٧١ - الأخباري]
بفتح الألف وسكون الخاء المعجمة وفتح الباء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الأخبار ويقال لمن يروى الحكايات والقصص والنوادر: الأخباري، اشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم أبو عبد الرحمن الهيثم ابن عدي بن عبد الرحمن الطائي الكوفي الأخباري، هكذا ذكره أبو سعيد ابن يونس في تاريخ الغرباء وقال: قدم مصر وحدث بها عن حيوة بن شريح ويونس بن يزيد الأيلي وغيرهما وخرج عنها فتوفى بفهم الصلح سنة ست ومائتين وأبو بكر يموت بن المزرع بن يموت البصري الأخباري، ذكره
(١) في اللباب ما حاصله ان في قريش الأحلاف أيضا وهم عبد الدار ومخزوم وسهم وجمح وعدي، وكذا في ثقيف الأحلاف وهم ولد عوف منهم عروة بن مسعود والمغيرة بن شعبة والحجاج. قال غيره: والأحلاف في قول زهير: (تداركتما الأحلاف) أسد وغطفان.