للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وبرئ منه، فلما مات ابن الوضين صار نافع إلى قوله وزعم أن الحق كان معه ولم يكفر نفسه بخلافه إياه حين خالفه وأكفر من يخالفه فيما بعده وهذا من أعجب بدع الأزارقة ان يكون قول في وقت كفرا وفي وقت آخر يكن كفرا، ولما انتشرت الأزارقة أظهرت في اتباعها ان عليا هو الّذي انزل اللَّه فيه «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ» وان ابن ملجم هو الّذي انزل اللَّه فيه «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ» وقال عمران بن حطان وهو مفتى الخوارج وزاهدها وشاعرها الأكبر في ضربته عليا هذين البيتين:

يا ضربة من منيب ما أراد بها … الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

انى لأذكره يوما فأحسبه … أوفى البرية عند اللَّه ميزانا

وعلى هذه العقيدة مضى إسلاف الأزارقة … (١)

[١١٦ - الأزركاني.]

(٢) أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن جعفر الأزركاني، ذكره أبو عبد اللَّه محمد بن عبد العزيز الشيرازي الحافظ في تاريخ فارس وقال يروى عن شاذان والزيادآباذي، روى عنه جماعة من أهل شيراز أبو بكر بن إسحاق وأبو عبد اللَّه بن خفيف وأبو بكر العلاف وأحمد بن جعفر الصوفي وأحمد بن عبدان الحافظ، وتوفى لسبع ليال خلت


(١) راجع الإكمال بتعليقه ١/ ١٥٢ - ١٥٣
(٢) بياض في ك، وذكر هذا الرسم في اللباب والقبس بدون ضبط بالألفاظ ولكنه جار على هذا الترتيب. اما في معجم البلدان ففي الهمزة مع الراء فالزاى «ارزكان … » كما يأتي