للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٣٤٠ - القَلانِسى

بفتح القاف واللام ألف بعدهما النون المكسورة وفي آخرها سين مهملة، هذه النسبة إلى القلانس - جمع القلنسوة - وعملها، ولعل بعض أجداد المنتسب إليها كانت صنعته عمل القلانس، منهم أبو أحمد مصعب بن أحمد بن مصعب القلانسي الصوفي، أصله من مرو ومولده ومنشؤه بغداد (١)، كان أحد الزهاد والنساك، وكان أبو سعيد ابن الأعرابي البصري ينتمى إليه في التصوف وقال: صحبته إلى أن مات، ركان لا يبيّت ذهبا ولا فضة، وكان من أقران الجنيد ورويم، وقال أبو أحمد القلانسي: فرق رجل من التجار ببغداد على الفقراء أربعين ألف درهم (٢) فقال لي سمنون: يا أبا أحمد ليس لنا شيء ننفقه، فامض إلى موضع نصلي فيه بكل درهم ركعة! فذهبنا إلى المدائن وصلينا أربعين ألف ركعة (٢) وزرنا قبر سلمان وانصرفنا. تزوج أبو أحمد القلانسي بعد التفرد وطول العزوبة، وكان يلزم الصحاري والمساجد، وكان شاب يصحبه يقال له «محمد الغلام» فأراد أن يتزوج، فتكلم القلانسي واحدا ليزوّجه ابنته فأجاب، فلما اجتمعوا رغب محمد الغلام عن التزويج وامتنع وندم، فغضب أبو أحمد وقال: تخطب إلى رجل كريمته وبذل لك ثم تأبى! لا يتزوجها غيري، فتزوجها، وكانت معه حتى مات عنها. وحج سنة سبعين ومائتين، فمات بمكة بعد انصراف الحاج بقليل ودفن بأجياد عند الهدف.


(١) فترجمته من تاريخ بغداد ١٣/ ١١٤ - ١١٥، وراجع حلية الأولياء لأبى نعيم الحافظ.
(٢) (٢ - ٢) ما بين الرقمين سقط من م.