لم أر في الدنيا مثلها كثرة وجودة منها خزانتان في الجامع … وخزانتان للسمعانيين وخزانة أخرى في المدرسة العميدية (التي كان أبو سعد يدرس بها) … وأكثر فوائد هذا الكتاب وغيره مما جمعته فهو من تلك الخزائن».
وفاة أبى سعد
قال ابن عساكر فيما نقله ابن نقطة في التقييد «ثنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي الفقيه ان أبا سعد توفى بمرو في شهر ربيع الأول من سنة اثنتين وستين وخمسمائة» وفي تاريخ ابن خلكان «توفى بمرو في ليلة غرة ربيع الأول سنة اثنتين وستين وخمسمائة» وفي طبقات الشافعية «في الثلث الأخير من ليلة غرة (في النسخة: عشرة - خطأ) ربيع الأول … » وفي تذكرة الحافظ «في ربيع الأول في أوله».
وخفي الأمر على ابن الجوزي فذكر ابا سعد في وفيات سنة ثلاث وستين وخمسمائة وقال «توفى ابن السمعاني ببلده في هذه السنة ووصل الخبر بذلك» وتبعه بعضهم وهو خطأ.
[كتاب الأنساب]
سبق أوائل هذه المقدمة الإلماع إلى مكانة هذا الفن وشدة الحاجة إلى معرفته، وأن كتاب الأنساب للسمعاني هو بحق الكتاب الوحيد فيه، وأذكر الآن سبب تأليفه وبعض الثناء عليه، قال أبو سعد في خطبته «كنت في رحلتي أتتبع ذلك وأسأل الحفاظ عن الأنساب وكيفيتها وإلى اى شيء نسب كل أحد وأثبت ما كنت أسمعه، ولما اتفق الاجتماع مع شيخنا وإمامنا أبى شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي ذكره اللَّه بالخير بما وراء النهر فكان يحثني على نظم مجموع في الأنساب وكل نسبة إلى اى قبيلة أو بطن أو ولاء أو بلدة أو قرية