للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إلى طائفة يقال لهم الحلولية [وهم أصناف وقيل لهم الحلولية - (١)] لأنهم يعتقدون أن روح الإله يحل (٢) في آدم ثم صارت إلى الأنبياء والأئمة في أزمانهم إلى أن انتهت إلى علي وأولاده، وافترقت هذه الطائفة، فمنهم من زعم أنها انتهت إلى بيان بن سمعان، وادعى له بذلك الإلهية، واستدل على ذلك بوصية أبى هاشم عبد اللَّه بن محمد ابن الحنفية. ومنهم من زعم أن تلك الروح انتهت إلى عبد اللَّه بن معاوية بن عبد اللَّه بن جعفر ذي الجناحين، وعبده أتباعه وزعموا أنه إله وكفروا بالجنة والنار والقيامة واستحلوا جميع المحرمات من الميتة والخمر وذوات المحارم وتأولوا فيها قول اللَّه ﷿ «لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا (٣)». وهكذا قول المنصورية في أبى منصور العجليّ وفي إسقاط الفرائض واستحلال المحرمات. والصنف الثاني من الحلولية قوم من الخطابية قالوا بإلهية الأئمة وإلهية جعفر ثم إلهية أبى الخطاب وحلول الروح فيه، وقالوا في أنفسهم مثل ذلك، وزعموا أنهم أبناء اللَّه وأحباؤه وتأولوا على ذلك قول اللَّه ﷿ للملائكة في آدم «فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي (٤)» … - الآية، قالوا هو آدم ونحن ولده وفينا روحه المنفوخة من روح الإله. وهم أصناف عدة اتفقوا على حلول


(١) من ك.
(٢) كذا، وفي اللباب «حلت».
(٣) سورة ٥ آية ٩٣.
(٤) سورة ٣٨ آية ٧٢.