للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومحمد بن عوف الحمصي - وهؤلاء من أقرانه، وعالم لا يحصون، وذكر أبو حاتم وقال: أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سنين أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ لم أزل أحصى حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته، وقال أبو حاتم قلت على باب أبى الوليد الطيالسي: من أغرب عليّ حديثا غريبا مسندا صحيحا لم أسمع به فله عليّ درهم بتصدق به - وقد حضر على باب أبى الوليد خلق من الخلق أبو زرعة فمن دونه، وإنما كان مرادي أن يلقى عليّ ما لم أسمع به فيقول هو عند فلان فأذهب فأسمع، وكان مرادي إن أستخرج منهم ما ليس عندي فما تهيأ لأحد منهم أن يغرب عليّ حديثا. وكان أحمد بن سلمة يقول ما رأيت بعد إسحاق - يعنى ابن راهويه - ومحمد بن يحيى أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبى حاتم محمد بن إدريس. قال أبو حاتم قال لي هشام بن عمار يوما أي شيء يحفظ على الأذواء قلت له: ذو الأصابع، وذو الجوشن، وذو الزوائد، وذو اليدين، وذو اللحية الكلابي - وعددت له ستّة، فضحك وقال:

حفظنا نحن ثلاثة، وزدت أنت ثلاثة. مات أبو حاتم بالري في شعبان سنة سبع وسبعين ومائتين (١) وابنه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم من كبار الأئمة، صنف التصانيف الكثيرة، منها كتاب الجرح والتعديل، وثواب الأعمال، وغيرهما، سمع جماعة من شيوخ البخاري ومسلم، وتوفى سنة نيف وثلاثمائة بالري. سمعت أبا العلاء أحمد [بن محمد - (٢)] بن الفضل


(١) من هنا إلى نهاية قوله (واللَّه أعلم) ليس في ك.
(٢) من م.