وكان أديب الأخلاق نزيه النفس، كتب لإبراهيم بن أحمد الأغلبي صاحب إفريقية، ثم لابنه أبى العباس عبد اللَّه، وكان أيام زيادة اللَّه بن عبد اللَّه آخر ملوك الأغالبة على بيت الحكمة. وتوفى بالقيروان سنة ثمان وتسعين ومائتين في أول ولاية عبيد اللَّه الشيعي - وهو ابن خمس وسبعين سنة. خبره مختصر من تاريخ أبي إسحاق إبراهيم بن القاسم المعروف بالرفيق، وفيه عن غيره، وذكره سكن بن إبراهيم الأندلسي، وقال عريب بن سعيد: توفى يوم الأحد لأربع عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى - يعنى من سنة ثمان وتسعين [ومائتين]، ودفن بباب سلم. قال وكان أديبا مرسلا شاعرا حسن التأليف وقدم الأندلس على الإمام محمد بن عبد الرحمن - وذكر له معه قصة قد كتبتها في تأليفي المترجم بإفادة الوفادة - وحكى ان له مسندا في الحديث وكتابا في القرآن سماه سراج الهدى، والرسالة الوحيدة، والمؤنسة، وقطب الأدب، ولقيط المرجان، وغير ذلك من الأوضاع قال وكتب لبني الأغلب حتى انصرمت أيامهم ثم كتب لعبيد اللَّه حتى مات (يعنى حتى مات صاحب الترجمة في جمادى الأولى سنة ٢٩٨ كما مر، فأما عبيد اللَّه الشيعي فإنما بويع له في القيروان سنة ٢٩٧ وعاش إلى سنة ٣٢٢، فكان كان صاحب الترجمة كتب