للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصعلوكي يقول: حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق الشيخ الأوحد في فنه الأكمل في وزنه، وكنا نقول في مكاتبنا: السراج كالسراج (١) … وأبو بكر محمد بن السري النحويّ المعروف بابن السراج، كان أحد العلماء المذكورين بالأدب وعلم العربية، صحب أبا العباس المبرد وأخذ عنه العلم، روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي وأبو سعيد السيرافي وعلي بن عيسى الرماني، وكان ثقة، وحكى الرماني عنه قال: كان أبو بكر بن السراج يقرأ عليه كتاب الأصول الّذي صنفه فمر فيه باب استحسنه بعض الحاضرين فقال: هذا واللَّه أحسن من كتاب المقتضب! فأنكر عليه أبو بكر ذلك وقال: لا تقل هذا! وتمثل ببيت، وكان كثيرا مما يتمثل فيما يجرى له من الأمور بأبيات حسنة فأنشد حينئذ:

ولكن بكت قبلي فهيج (٢) لي البكا … بكاها فقلت الفضل للمتقدم

قال: وحضر في يوم من الأيام بنى له صغير فأظهر من الميل إليه والمحبة له ما يكثر من ذلك، فقال له بعض الحاضرين: أتحبه أيها الشيخ؟ فقال متمثلا:

أحبه حب الشحيح ما له … قد كان ذاق الفقر ثم ناله

مات في ذي الحجة سنة [ست - (٣)] عشرة وثلاثمائة … وأبو جعفر محمد ابن عبد اللَّه بن بكر بن واقد السراج،/ نزل الأهواز، من أهل بغداد، حدث


(١) راجع ترجمته في تاريخ بغداد ١/ ٢٤٨ - ٢٥٢.
(٢) رواية الخطيب في تاريخ بغداد ٥/ ٣٢٠ «فهاج» وراجع الوافي بالوفيات لابن أيبك الصفدي ٣/ ٨٦ - ٨٨.
(٣) سقط من الأصل، وفي م، س بالأرقام.