لا يخفى أن هذا الجزء السابع - الّذي نقدمه إلى القراء الكرام - قد جاء كمجهود متواضع لاستئناف ما قام به العلامة الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه اللَّه تعالى من تصحيح الأجزاء الستة من هذا الكتاب، متوخيا في ذلك كل ما يلزم من مبادئ التحقيق والتعليق والاستدراك وما على شاكلتها، ولكن المنية قد عاجلته من أن يواصل هذه المهمة التحقيقية، فترتب على هذا أن انقطع العمل على هذا الكتاب وتوقف طبعه، ولعل الخطورة العلمية التي يحملها هذا الكتاب كانت هي السبب الرئيسي لأن لم يعرّج أحد على الاضطلاع بتحقيقه، ولكن مديرنا الراحل الدكتور محمد عبد المعيد خان ﵀ كان قد عقد عزمه على المضي في نشر بقية أجزاء هذا الكتاب مهما كلفه ذلك، وقد أشرت عليه بتوسيد هذه المهمة إلى رفيقي العزيز مصحح الدائرة أبى بكر محمد الهاشمي (فاضل كلكتة وديوبند)، وكمرحلة أولى من هذه المهمة عكف هو على دراسة مستفيضة لمناهج هذا الكتاب ومقوماته آخذا بالاعتبار - حسب مستطاعه - الأساليب التحقيقية التي كان يلتزمها الأستاذ اليماني، وبالتالي بدأ في تصحيح المتن بعد المراجعة الشاملة للنسخ الأخرى، وقد ساعده على المراجعة وقت الطبع من رفقائنا المصححين محمد غوث محيي الدين الصديقي (كامل الجامعة النظامية)، واعتنى بتنقيحه خادم العلم والعلماء راقم هذه الملاحظة - كان اللَّه له ولوالديه!