للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومصعب الزبيري، فأمرهم أن يحدثوا بسر من رأى، ووصلهم، وكان يقول: استأذنت المتوكل أن أرجع إلى البصرة، ولوددت أنى لم أكن استأذنته لأني جعلت دعائي في المشاهد كلها للمتوكل وذلك أن صاحبنا عمر بن عبد العزيز جاء اللَّه به برد المظالم، وجاء اللَّه بالمتوكل برد الدين، ومات (١) في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين ومائتين … وأبو الحسن على ابن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي الشواربى البصري، ولى القضاء بسر من رأى وبغداد مدة (٢)، وكان حسن السيرة محمودا في ولايته غير مائل عن الحق، سمع أبا الوليد الطيالسي وأبا عمر الحوضيّ وسهل ابن بكار وأبا سلمة التبوذكي وإبراهيم بن بشار. روى عنه يحيى بن محمد ابن صاعد وأبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد وإسحاق بن أحمد الكاغدي وعبد الباقي بن قانع، وكان ثقة صدوقا، ولما مات إسماعيل ابن إسحاق مكثت بغداد بغير قاض ثلاثة أشهر وستة عشر يوما فاستقضى في يوم الخميس لعشر خلون من شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وثمانين ومائتين علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب على قضاء المدينة - يعنى مدينة المنصور - مضافا إلى ما كان يتقلده من القضاء بسر من رأى وأعمالها، وقيل: هذا كان على قضاء القضاة (٣) بسر من رأى في أيام المعتز والمهتدي، فلما توفى الحسن وجّه المعتمد بعبيد اللَّه بن يحيى بن خاقان


(١) بالبصرة.
(٢) ترجمته في تاريخ بغداد ١٢/ ٥٩.
(٣) في م، س «كان قاضى القضاة».