للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابن كثير بن غالب الطبري، من ساكني بغداد، استوطنها إلى حين وفاته (١)، وكان أحد أئمة العلماء، يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظا لكتاب اللَّه، عارفا بالقراءات، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها وصحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين في الأحكام ومسائل الحلال والحرام، عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب المشهور في تاريخ الأمم والملوك، وكتاب في التفسير لم يصنف أحد مثله، وكتاب سماه «تهذيب الآثار» لم أر (٢) سواه في معناه إلا أنه لم يتمه، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفقهاء، وتفرد بمسائل حفظت عنه، وله رحلة إلى الحجاز والشام ومصر، سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وإسحاق بن أبي إسرائيل وأحمد بن منيع البغوي ومحمد بن حميد الرازيّ وأبا همام الوليد بن شجاع وأبا كريب محمد ابن العلاء ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبا سعيد الأشج وعمرو بن علي ومحمد بن بشار ومحمد بن المثنى البصريين وخلقا كثيرا نحوهم، روى عنه


(١) فأورد أبو سعد ترجمته هنا من تاريخ بغداد ٢/ ١٦٢ - ١٦٨، وانظر لترجمته لسان الميزان ٥/ ١٠٠ وتذكرة الحفاظ والمنتظم ٦/ ١٧٠ ووفيات الأعيان والنجوم الزاهرة ٣/ ٢٠٥ والبداية والنهاية ١١/ ١٤٥ والكامل لابن الأثير وغيرها من كتب القوم.
(٢) من قول الخطيب في تاريخ بغداد، وفي الأصول «لم ير»، وسيأتي صيغة التكلم فيما يلي.