لؤيّ بن قريش، من أصحاب رسول اللَّه ﷺ، خرج مع رسول اللَّه ﷺ بالجعرانة، وكان من المؤلفة قلوبهم، ثم حسن إسلامه وخرج إلى الشام في خلافة عمر بن الخطاب ﵁ مجاهدا، فمات بها في طاعون عمواس، وكان أخوه سكران بن عمرو من مهاجري الحبشة، وكانت سودة تحته فلما مات تزوجها النبي ﷺ، وليس للسكران عقب أيضا، وكان سهيل بن عمرو أسلم يوم فتح مكة، وتوفى بالمدينة (١) … والقاضي الإمام أبو عاصم محمد بن أحمد العامري المروزي، من كبار أئمة أصحاب أبي حنيفة ﵀ في الفقه والتفسير والفتيا بفقه أبى نصر بن مهرويه وأبي إسحاق النوقدى بما وراء النهر، ولما رجع إلى مرو أخذ يرد على أبى العباس المعداني فتاويه ويعترض على أقاويله كما جرت عادة الشبان، وروى أن المعداني في حال كبره كان قد اختل حاله، وكان من الأفاضل الكبار ذا فنون كثير العلم، وكان يقع الشيء بعد الشيء من الخطأ في فتاويه، وكان القاضي أبو عاصم توجه في زمانه، وكان يخطئه في تلك الفتاوى، ويعيدها إليه، وكان ذلك ممن يسوء المعداني فقال له يوما وهو حاضر: أيها الفقيه إلى كم تعيد إلينا فتاوينا؟ فقال:
أيها الشيخ! إن فيها شيئا، قال: إن خطئ صواب اليوم، وصوابك اليوم خطأ، ويجب أن تصبر حتى يموت المشايخ كما صبرنا حتى مات المشايخ، وروى أنه قال يوما: لو فقدت كتب أبي حنيفة ﵀ لأمليتها من
(١) وقيل: إنه مات بطاعون عمواس بالشام سنة ١٨ في خلافة عمر ﵁، وقيل: استشهد باليرموك وهو على كردوس، وقيل: بل استشهد يوم الصفر.