للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نجدة بن عامر الحنفي، ويقال لهم «النجدات»، وكان من شأنه أنه خرج من اليمامة مع عسكر له يريد الأزارقة واللحوق بهم، فاستقبله أبو فديك وعطية بن الأسود الحنفي في الطائفة الذين خالفوا نافع بن الأزرق فأخبروه بما أحدث نافع من الخلاف بتكفير القعدة عنه، وبإباحة قتل الأطفال، وإسقاط الرحم، وإسقاط حد القذف عن من قذف المحصنين من الرجال، مع وجوب الحد على قاذف المحصنات من النساء، فبايعوا نجدة (١)، وسموه «أمير المؤمنين»، ثم إنهم اختلفوا على نجدة [فأكفره - (٢)] قوم منهم لأمور نقموها منه، منها أنه بعث ابنه مع جيش إلى أهل القطيف فقتلوا وأسبوا نساء ففرقوها على أنفسهم وقالوا: إن صارت قيمتهن في حصصنا فذاك، وإلا رددنا انقضاء نكاحهن قبل القسمة، وأكلوا من الغنيمة قبل القسمة، فلما رجعوا إلى نجدة أخبروه بذلك، فقال: لم يسعكم ما صنعتم! فقالوا: لم نعلم أن ذلك لا يسعنا! فعذرهم بجهالتهم، واختلف أصحابه عليه في ذلك، فتبعه قوم على ذلك وعذروا بالجهالات في الحكم الاجتهادي وقالوا: الدين شيئان: معرفة اللَّه ﷿ ومعرفة رسله، وتحريم دماء المسلمين وأموالهم - يعنون المسلمين موافقيهم - والإقرار بما جاء من عند اللَّه


كما سيذكره في ما يلي، فتكون نسبتهم حينئذ «العاذرى» من العذر، ولكنه ذكرها في الغين كما ترى، ولقد نبه على ذلك الحافظ ابن الأثير في اللباب.
(١) أي ففارقوا نافعا وبايعوا نجدة.
(٢) من م.